قلت: جعلت فداك إليكم جميعا يلقون الاخبار؟
قال: لا، إنما يلقى ذلك إلى صاحب الامر [منا] (١) وإنا لنحمل ما لا يقدر العباد على (حمله، ولا على) (٢) الحكومة فيه، فمن لم يقبل حكومتنا جبرته الملائكة على قولنا، وأمرت الذين يحفظون ناحيته أن يقصروه (٣) على قولنا، فان كان من الجن (من) (٤) أهل الخلاف والكفر أوثقته وعذبته حتى يصير إلى (ما) (٥) حكمنا به.
قلت: جعلت فداك فهل يرى الامام ما بين المشرق والمغرب؟
فقال: يا بن بكير فكيف يكون حجة على ما بين قطريها، وهو لا يراهم ولا يحكم فيهم؟ وكيف يكون حجة على قوم غيب لا يقدر عليهم ولا يقدرون عليه؟ وكيف يكون مؤديا عن الله شاهدا على الخلق وهو لا يراهم؟ وكيف يكون حجة عليهم وهو محجوب عنهم؟ وقد حيل بينهم وبينه أن يقوم بأمر ربه فيهم والله يقول (وما أرسلناك إلا كافة للناس) (٦) يعني به من على الأرض، والحجة بعد النبي صلى الله عليه وآله يقوم مقامه، وهو الدليل على ما تشاجرت فيه الأمة، والآخذ بحقوق الناس، والقائم بأمر الله والمنصف بعضهم من بعض، فإذا لم يكن معهم من ينفذ قوله تعالى وهو يقول:
(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم) (٧) فأي آية في الآفاق غيرنا أراها الله أهل الآفاق وقال تعالى ﴿وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها﴾ (8) فأي آية أكبر منا (9).
بعد، فحيث بان لك من هذا الحديث فضل أئمتك القديم منه والحديث وعرفت صفاتهم الخاصة، وكيف ينبغي أن يكون الامام منهم، وأنه يعلم ما في المشرق