ثم قال (نجعلهما تحت أقدامنا - فالضمير راجع فيه إليهما - ليكونا من الأسفلين) لقوله تعالى ﴿إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار﴾ (1).
وقوله: وكان فلان شيطانا يعني به الثاني يدل على ذلك قوله تعالى (يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا) (2) والشيطان هنا هو فلان المضل، وهو الثاني، والانسان هو الأول.
وقد تقدم تأويل هذه الآيات في سورة الفرقان (ص 384، 385).
7 - وذكر ابن قولويه (رحمه الله) في كامل الزيارات شيئا في هذا المعنى في حديث طويل يأتي في آخر الكتاب وهو: فيؤتيان هو وصاحبه فيضربان بسياط من نار لو وقع سوط منها على البحار لغلت من مشرقها إلى مغربها، ولو وضعت على جبال الدنيا لذابت حتى تصير رمادا فيضربان بها ثم يجثو أمير المؤمنين عليه السلام بين يدي الله عز وجل للخصومة مع الرابع ويدخل الثلاثة في جب فيطبق عليهم لا يراهم أحد ولا يرون أحدا فيقول الذين كانوا في ولايتهم " ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين " (3).
ويدل على أنهما المضلان اللذان أضلا الإنس والجن وأن فلانا عدو آل محمد عليهم السلام قوله تعالى عقيب ذلك (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا - على ولاية آل محمد ولم يوالوا أعداءهم - تتنزل عليهم الملائكة) كما يأتي بيانه:
وهو قوله تعالى: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون (30) 8 - تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا محمد بن الحسين بن حميد عن جعفر بن عبد الله المحمدي، عن كثير بن عياش، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر