بيت المروة والكرم حج بيته * يا كعبة الوفاد للناس نوبين وقال الملا حسين يخاطب المترجم:
يا من قريت العلوم الغامضة وبحثت * بدروسها وبقدم فكرك عليها بحثت يا لي خلف عن سلف للفاغه ورثت * واللي عن الغالطة بعلم الفصاحة يهب وزلال صفو المودة لكل راجي يهب * أخشى من اقدح زنادي بو شراره يهب من ارض بابل ونت بأرض النجف ورثت فاجابه المترجم:
يا حسين يا ما بنيت على المجرة دار * وعليك يا ما برج أم المعالي دار أيام طالع سعودك بالكواكب نار * اعرف زنادك يملأ حسين ما بيه نار وللمترجم يخاطب ملا حسين الحلي:
يا حسين يلي قطع وياي تبينه * يا ما ويا ما نخلط العنب بالتينه من جور الأيام دون الربع شتينه واحنا الذي نمتطي يوم الوغى الصفنه * يا ما بلبس الهدوم الغالية صفنه واليوم باسمال لبس الصيف شتينه وللمترجم يخاطب ملا حسين أيضا:
يا حسين سوق الأدب هلي كسد باره * وادعيت مفلس ولا آجد فرد باره أعوذ بالله من دهري وتدباره ما شفت سوق الأدب رايج بحفله ومجد * الا لوادي العلى والمرجلة والمجد بالله خلي محاكي البيك وادي المجد * واحكي بشبر جمال أشلون تدباره وشبر جمال هذا كان له دين على المترجم فلما جاء الكتاب إلى ملا حسين وهو بحضرة وادي وقرأه ضحك فقال وادي ما يضحكك فقرأ له البيت الأخير فقال له من يكون شبر جمال فقال تسأل عن شبر جمال النجف أو شبر جمال الحلة فقال هو واحد أو اثنان فقال اما شبر جمال النجف فله عليه ألف قران واما شبر جمال الحلة فله علي خمسمائة فامر وادي للمترجم بألفي قران وللملا حسين بألف فقال المترجم يمدحه من قصيدة:
ذاك وادي الجود من عم الوجود * بندى راحته المنسكب من طوى الطائي إفضالا وجود * وسما فيه كرام العرب فهو بالنفس وبالمال يجود * لذوي الحاجات قبل الطلب وقال ملا حسين في ذلك:
دومي بمدحي لوادي انتشق نجده * ودوم الملا تهتدي بساطع سعد نجده وادي بيت المروة والكرم نجده سور العراق الذي مرصود ابد باسمه * خليت لأهل الرتب بجباهها وسمه للندب عبد الحسين بواجبك نجده وكان الشيخ عبد الحسين محيي الدين دعا الحاج محمد صالح كبه الشهير إلى ضيافته فاعتذر فأرسل إليه هذه القصيدة:
ألا يا أيها المولى النجيب * ومن هو ان شكا زمني طبيب ويا امل العفاة بكل عام * إذ الأنواء آملها يخيب عهدتك قبل ان تدعي مجيبي * فما لي إذ دعوتك لا تجيب أرابك ما تظن بسوء حالي * وبعض الظن اثم لا يصيب ألم تعلم جدي جدتي وقلي * إذا ما مر بي عام جديب واني والرزايا مقبلات * بعون الله لي قلب صليب ولي من آل محيي الدين فخر * تقر له الشمائل والجنوب إذا ما مر ذكرهم بناد * ترى ارج النسيم به يطيب وأنا إذ تجاب لنا الفيافي * فكل فتى يعد لنا نجيب ثورتنا العلا علماء دين * عن الهادي وعترته تنوب وتكلفنا الفواطم في حجور * تعف لهن عن دنس جيوب فنحن نمت في سببي فخار * لآباء زكت وزكا الحليب وأنت بنا لعمر أبيك أدرى * بصدق القول والشانئ كذوب ألست أخا المودة من قديم * وكل فتى لنا منكم نسيب وآباء لنا عقدوا التآخي * فكل فتى لصاحبه حبيب أما ابقوا لنا فوق المعالي * ودادا ليس فيه نستريب أتأبى أن تذوق طعام داع * لحب ان ذا امر عجيب لقد أعددت من زادي نفيسا * تنفس من لذاذته الكروب وأكثرت البقول على جريش * فاكله لعمري يستثيب وكل دجاجة تحكم ظليما * تعب بسمنها منها الجنوب أتأبى أن تذوق طعام داع * محب ان ذا امر عجيب وتتركه وقد أنفدت فيه * دراهم لا يقوم بها حسيب كأنك ما علمت بان حقي * بواجبه أضيف له وجوب لك العتبى إذا من ذي وداد * يسامح كلما كثرت ذنوب وقال في أحد أحفاد وادي من قصيدة:
له من جده وادي الأماني * مكارم ليس يحصيها العديد إذا ما جئته تلقاه بحرا * تلاطم موج نائله يزيد له من حمير فرسان حرب * كأنهم إذا غضبوا الأسود بعض أشعاره البديعة باللغة العامية:
قال مفتخرا على من ناله بعيب ومادحا وادي شيخ زبيد على الطريقة المعروفة بالميمر:
واحنا البدور البسما هلينه * واحنا السحاب على الخلق هلينة واحنا الذي لضيوفنا هلينة * والغير من شاف الضيوف تكدر واحنا الذي رب العرش مومنه * والبطل منكم بالبخت مومنه إن كان فاسدكم شتم مومنه * من قبل ابن سفيان سبه لحيدر يمناك تيار البحر يا وادي * يا متعب أجياد الزميل يا وادي تعبان كلمن غالطك يا وادي * كرك الرياسة بس عليك مقدر 1489: الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ عمران الحويزي النجفي الشهير بالخياط ولد في حدود 1289 في النجف ثم ارتحل إلى كربلا.
شاعر احترف التجارة بعد الخياطة، والشعر سميره في أوقاته لا تلهيه عنه تجارة قرأ لي يوما قصيدة يرثي بها عالما فقلت من هذا الذي رثيته فقال أن فلانا وفلانا وفلانا مرضى ولا بد أن يموت واحد منهم فاتفق موت أحدهم فقرئت في رثائه. فمن شعره قوله:
يا فننا لي به الجوى فن * أجن فيه إذا الدجى جن دمي وسوداء مهجتي في * خديه هذا وذا تبين