وإذا تباع كريمة أو تشترى * فسواك بائعها وأنت المشتري وإذا تدرعت الخلافة درعها * أصبحت فيها بيضة في المغفر وأراك كنت يمينها ومعينها * ومعينها الجاري بعذب الكوثر وسنانها ولسانها ورهانها * وعنانها في العاديات الضمر وقوامها وحسامها وسهامها * ولهامها جم العديد الأكثر ونفيسها ومسيسها ورئيسها * وخميسها بوطيسها والعثير وأراك نعمان الذي أيامه * نعم وليس كعادة ابن المنذر بل أنت هارون ويحيي كفك * اليمنى وفي يسراك راحة جعفر بل أنت مأمون الملوك أمينها * عضد الخلافة ناصر المستنصر اما الثناء فلا يليق لماجد * الا عليك فخذ مقالي أو ذر والله قلدك الأمور ولا أرى * منا عليك لغير ربك فاشكر فعليك قصد قصائد ونشائد * وفرائد بقلائد من جوهر قد قلت للركب المجد بسيره * يفري الوهاد وكل فج مقفر مهلا فلست عن العراق بمقلع * ولغير عذب فراته لم انظر حسبي به والله يقضي بالمنى * واد فلست سوى نداه بممتري ما بين أقطار الجنوب إلى الصبا * ملك سوى وادي المكارم فاقصر ملك إذا بخل السحاب بقطره * جادت أنامله بعشرة أبحر ونرى له غسق الظلام إذا عدى * وإذا بدا فلق الصباح المسفر لا زلت في العيش الرغيد منعما * تبقى سعيدا آمنا لم تحدر وقال في تهنئته:
ليهنك ما بلغت من الأماني * بحكم المشرفية واللدان زحفت إلى العدى في غيم حتف * بوارقه الأسنة واليماني بفرسان يرون الطعن فرضا * وحفظ النفس من شيم الأواني سراة لو علوا هام الثريا * لكان لهم به خفض المكان إذا اكتحلوا فمن نقع المذاكي * أو اختضبوا فمن دم كل شاني وإن لبسوا الرياش فمن حديد * لزينة عيدهم يوم الطعان وخيل سابقت خيل المنايا * فحازت في الوغى سبق الرهان تتوج في سنابكها رؤوسا * نواصيها صبغن بأرجوان وأسياف تشق إلى قلوب * لتتضح الضغائن بالعيان مواض لو توهمها معاد * لأضحى الدهر مجروح الجنان ونبل لو رميت بها المنايا * لأضحى الناس منها في أمان تفاءل باسمك الأحزاب يمنا * فكان النصر لاسمك في قران وقد نعب الغراب بما دهاهم * وغنى طير سعدك بالتهاني أيا وادي المعالي أن شعري * لجيد علاك عقد من جمان لعمري قد تمنى كل عضو * بمدحك أن ينوب عن اللسان وإن يك عن مديحك ضاق ذرعي * فقد أغنى العيان عن البيان وإن تك في الأنام بلا قرين * فحسبك في الإخاء النيران وإن زأرت اسود الحرب يوما * ظننت زئيرها صوت الأغاني وتبذل كل ما يرجى ولكن * تصون العرض بالعرض المهان ولو أن الجود فارق منك كفا * لجدت به على بخل الزمان ولولا ما ائتلفت مع العوالي * لسرت إلى الطعان بلا سنان وتلهي السمع عن ضرب المثاني * بذكر الله والسبع المثاني فدم في رفعة ورغيد عيش * هنئ ما سرى البرق اليماني ودخل المترجم على وادي يعوده من حمى أصابته وبالمترجم اثر رمد فسأله وادي عن سبب حمرة عينيه فقال:
وادي العراق علمت لم لا أعيني * أغضت على فرط القذي أجفانها شكت العيون لما شكوت وكيف لا * تشكو ومنها قد شكا انسانها وقال في رثاء وادي:
عفت الديار معاهد ورسوم * فعفت قلوب بعدها وحلوم لله أيام بها قضيتها * لو أن أيام السرور تدوم غصن الصبا غض المعاطف يانع * فيها وعيش نضرة ونعيم يا سعد ساعدني على فرط الأسى * لم يبق غيرك لي أخ وحميم أتظنني بالدار شجوي لا ومن * هو بالذي تخفي الصدور عليم ما الدار أشجتني ولا آثارها * لكنما خطب ألم جسيم يوم قضى وادي المكارم أنه * يوم على أهل الزمان عظيم الماجد القرم الهمام ومن به * يحمى المروع وينجع المحروم فليبكه الشرف الرفيع فكم به * لرفيع أعمدة العلى تقويم ألقى إليك حمى العراق قياده * من حيث أنت له حمى وزعيم علمتك حمير واحد من فضله * ابدا وما أحد سواك كريم أقسمت بالشرف الرفيع إليه * ما من علا الاله مقسوم لولا القضا المحتوم جانبه الردى * انى له لولا القضا المحتوم فليمض يفعل ما يشاء فإنما * من بعده لم يبق ثم عظيم ما رمت بعدك سلوة كلا ولا * حزني على أحد سواك يدوم كيف السلو ولا سلو وقد غدا * وجد بأحشائي عليك مقيم أتذوق طعم النوم بعدك أعين * فقئت إذا أن عادها التهويم المراسلة والمحاورة بين المترجم والملا حسين الحلي شاعر وادي شيخ زبيد باللغة العامية ولما وفد المترجم على وادي بعد غضبه عليه لم يكن ملا حسين حاضرا ذلك فأرسل إلى المترجم يستطلعه جليلة الحال فقال:
يا شبل محيي الدين بحر علومه * ما عرفت وادي وياي شنهي علومه بالظفر ناشر دوم دهره علومه * عف ونجيب وبالعلى يتبختر وادي المكارم دوم راعي الجوده * والمار يمه لزم يملي جوده عزنا يا ابن محيي العلم بوجوده * ودوم اليصحبه بالمعلا يفخر فأجابه المترجم بركبانية يقول فيها:
أبدي بحمد الله رب السماوات * الفاتح أبواب الرجا والعطيات واثني سلامي بشوق وصل التحيات * لمحمد حبيب الله خير النبيين واثني وزيدن بالثنا واعتذاري * والعذر عند الحر مقبول يا حسين جيته ونا مذنب كثير الخطايا * آغض طرفي والوجه سال مايا أنعم بماله والعفو والعطايا * كيل وكساوي وغوج وقضاية الدين تقوه يا خو هدلة يا كنز الرياسه * يا ميمر البلكون من شرب كاسه لو قل وفر المال يسخي براسه * ضامن عسر وفده على الناس كل حين الفضل بن يحيى عد وقول وادي * يبغي حريم أهل المدن والبوادي جعفر جزاه وفات عنتر لغادي * والملك كسرى عقبه شوفة العين هذا الذي شفته بعيني ورويته * غير السمعته بالحكي وارتويته