فكم رفعت فيها مصابيح للقرى * نضا ضوؤها صبغ الدجنة للساري غدت بلقعا بعد الخليط وأصبحت * معالمها الطولى على جرف هار تذكرت عيشا بالغوير وذي قار * فهيج مني كامن الوجد تذكاري سلام على دار لعلوة باللوى * وإن كان لا يجدي السلام على الدار إلا م أسوم العيش كل تنوفة * وأطوي الموامي البيد شوقا لسمار أروم لقي أرام رامة بعد ما * رمت كبدي عمدا بأسمر خطار اثار بقلبي لاعجا رمل عالج * بلا ترة كانت علي ولا ثار سفحت دما دمعي على سفح رامة * وأقريت بالأشجان أطلال ذي قار حزنت وما حزني على الجزع والنقا * ونحت وما نوحي لدار وديار وما جزعي وجدا على الجزع والحمى * ولكن على ندب بقية أبرار محمد إبراهيم من حاز مفخرا * غداة غدا في العلم زاخر تيار وقال يجيب الشيخ مهدي ابن الشيخ علي ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء عن أبيات أرسلها إليه لم تحضرنا:
وهواك ما خطر السلو بخاطري * كلا ولم يطمح لغيرك ناظري وأنا الذي لم أرع غيرك بالهوى * ابدا ولا أرضى سواك مسامري أزعمتني عن عهد ودك ساليا * وضرام نار الوجد بين ضمائري أوما ترى وجدي وكامن لوعتي * ولهيب أشواقي وفيض محاجري فلئن صبرت على الفراق فإنني * وهواك لست على الفراق بصابر ولقد اتاني منك عتب ساءني * من حيث إنك لست فيه بعاذري وأسرني إذ ناب فضل عتابكم * عن وصلكم وعن الخيال الزائر قسما باعلام المحصب من منى * وبحازم والأبرقين وحاجر ان ملت عن عهد التصابي والصبا * فعلى هواك لقد طويت سرائري أشعاره في شيخ زبيد منها القصيدة المشار إليها في مدحه عند ما سد الفرات بعد أن عجز الوالي عن سده فحشد لذلك الجموع واجتهد حتى سده فقال المترجم يمدحه:
سد الفرات بعزمة الإسكندر * واد يمد نداه مد الأبحر قل باس واد لا تقل كسرى ولا * سابور يفتح في مدائن قيصر سد بلا كلس أقيم وانه * عن سد ذي القرنين لما يقصر أرسى بسورته مباني دونها * الهرمان في مصر وذاك بمنظر أما العزائم هكذا أولا فلا * لو شاء حك بها السهى والمشتري عكفت على أهل العراق فذللت * من جانبيه كل صعب أعسر وسطت بأوله فجازت واسطا * منها لعبادان سطوة قسور سيف فما اليزني سيف بالغ * مما يحدث عنه علوة مفخر من حمير اليمن الكرام ومن به * فخرت أعاظم تبع في حمير من قائدي الخيل العتاق شوازبا * يمشون في ظلل الوشيج الأسمر ملك ملوك الأرض قاد زمامها * في أبيض عضب ولدن أسمر أنست وقائعه وقائع وائل * في تغلب يوم العديد الأكثر ومكارم أنست مكارم حاتم * وبني البرامك في النوال الأغزر قرن قد اقترن الزمان يسعده * فزماننا اضحى سعيد الأعصر نفس الزمان به فلما جئته * قصد الوفادة قلت يا نفس أبشري يا أيها الملك المطاع ومن له * خبر السماع أراه طبق المنظر أهدي إليك من القريض مدائحا * ما حاز غايتها نظام البحتري أنزلتها قصد القبول ولم أكن * أرجو المطامع في الزمان الأعسر أرضي بان ترضى وتعطف نظرة * فرضاك خير من نوال أغزر فاسمع سمعت الخير خير قصيدة * من آل محيي الدين جيرة حيدر واسلم سلمت من الخطوب ملاقيا * مني السلام بكل يوم أزهر وقال أيضا بعد ما عفا عنه وادي:
من مبلغ النجف الأعلى وجيرته * قومي الذين علاهم غير مجحود مبشرا عن غريق البحر أنقذه * احسان واد أخي الاحسان والجود طافت سفين رجائي كل ناحية * حتى استوت من أياديه على الجودي وقال أيضا في مدحه:
أرى أن خيرا من مقامي تغربي * وأجمل من مكثي بداري تجنبي إذا المرء لم يؤثر زماعا على الثوى * لجم احتمال الضيم نزر التشعب نجاح الفتى أن لا يراح لسعيه * يروح ويغدو بين شرق ومغرب إذا البئر لم تنفذ مجاريه غورت * أجاجا وأن يدأب بمجراه يعذب فدعني أخض حر الهجير مواجها * به حروجه مر لم يتهيب على حرة وجناء لا تشتكي الوجى * إذا وطئت حصباء ذات تلهب أيممها طورا حجازا وتارة * شاما وأخرى بين حزوى وكبكب عسى الله أن يقضي بالطاف جوده * فيبلغ بي واد وذا خير مطلب لقد كنت أوفي الدهر عتبا فان وفى * لي الدهر من مغناه قل تعتبي فلست براج بعد عزا وبلغة * لما شد من أزري ومد بمنكبي مليك عراقينا ولو قلت أنه * مليك بني الدنيا إذا لم اكذب أخو عزمات ترجع الطير في السما * إذا قال والاقدار: يا طير أو بي وذو نفحات تورث المجتدي غنى * وتعقبه يسرا لنسل معقب إذا حركته هزة المجد سكنت * عطاياه روع الخائف المترقب إذا افتخرت يوما تميم بقوسها * وفاخر بالطائي أبناء يعرب وطالت بنو شيبان فخرا بمعنها * وزادت فخارا في عديد وموكب أرى حميرا أعلى فخارا ورتبة * بواد إذا عدته من كل منسب وكان وادي قد سقط فصدعت رجله فدخل عليه المترجم وأنشده مرتجلا:
عجبت لرجل السبق في حلبة العلى * لواد تشكى في الأنام ضرارها أليست هي الرجل التي تحت ماجد * إذا تعثر الدنيا أقال عثارها وأجرى لنا شط الفرات على يد * نرجي عطاياها ونرهب نارها وقال أيضا في مدح وادي شيخ زبيد:
من كان قبلك من ملوك الأعصر * أو جاء بعدك لم يصلك بمفخر وإذا هم وزنوا ببأسك في العلى * كانوا بجنبك قطرة في أبحر دع عنك اخبار الرواة وهاك ما * نصب العيان بمسمع وبمنظر عزم إذا بلغ السراة حديثه * غلب السماع به سرايا العسكر وأراع ما بين الجزيرة والحسا * وسرى إلى أقصى منازل قيصر هذا هو الفخر الذي لا ينتهي * ابدا ولم يبلغه ذو فخر سري وندى إذا سكبت عزالى غيثه * كبس البلاد بكل غيث ممطر وحمى به امن المروع وجانب * بحماه يرفل كل ظبي اعفر يا أيها الملك الذي أيامه * تكسو الزمان أهلة في الأشهر إن الممالك ما تقوم أهلها * الا وقمت بها مقام العنصر