فمن مبلغ الأقيال من آل هاشم * بان العميد الفذ فات به الامر وبدر علاها المستنير به الدجى * برغم أنوف القوم غيبه القبر له الله من خطب فقدنا به الأسى * ونحن جيال الحلم قد عزنا الصبر وضج ذوو الأحلام من كل جهة * كذا فليجل الخطب وليفدح الامر فيا راحلا لا مسك السوء انني * أرى دوني الخنساء إذ فاتها صخر وليس البكا ان تنضح العين انما * أحر البكا ما كابد القلب والصدر فيا قبره ماذا حويت من الندا * فمن دون حصبا تربك الأنجم الزهر ولا زال منهل الغمام من الندا * يحيى ثراه منه مرتجس غمر وقال مراسلا الشيخ علي زيدان من أبيات:
علوت مقاما دونه النجم نازل * وطلت فلا يلفى لك اليوم طائل لعمر أبي ما الدر الا فرائد * تنظمها في الطرس منك الأنامل ولا الأدب الغض الذي فتن الورى * سوى المنطق الفصل الذي أنت قائل فلا زلت هتافا بغير طرائف * إذا جليت زينت بهن المحافل روائع فيها للعقول مصارع * لها البدر تاج والنجوم غلائل إذا فاخرت يوما بقس أيادها * أو افتخرت يوما بسحبان وائل فأنت الذي جرت مطارف فخرها * على من مضى من اجلك اليوم عامل رويدا فما فوق السماكين غاية * ولا فوق كيوان لراق منازل فدم ما تغنت في الغصون حمامة * وما ابتسمت غب الغمام الحمائل وكتب إلى الجد السيد علي الأمين بكتاب هذا بعض ما جاء فيه:
ولا برحت نسمات الأصائل والأبكار تحيى تلك الديار بأنفاس القيصوم والعرار وكيف لا وهي التي اتهم القلب في هواها وأنجدوكم أسدت من عارفة فطوقت جيد أب سالف لنا وجد وقد نجم في أفقها ناجم أشرقت بغربة سهولها ورباها وفاخرت الثواقب بحصاها فكان حلية لجيد الزمن العاطل وكعبة تزجى إليها الرواحل وراح يرفل في حلل العلوم والمعارف حافظا للأحكام الصادرة عن سيد البشر جامعا لعلوم الأئمة الاثني عشر مظهرا كنوز الدقائق العقلية وجوهر الحكم الفلسفية مع شمائل تحكي بلطفها سمات الأسحار وأخلاق كالروض غب القطار وما يراع البليغ وان طال مداه وأسهب في تعداد غرر أوصافه ومزاياه ببالغ الغاية من ذلك المضمار بل معترف بالقصور ماذا كف الاعتذار.
ليس على الله بمستنكر * ان يجمع العالم في واحد وها انا إذ بث شوقا طوحت بي * طوائحه واتت علي غواديه وروائحه ولم يبق مني الشوق غير تفكر * فان شئت ان أبكي بكيت تفكرا وكم أرد ذماء النفس بالأماني * وأعللها بحديث اللقاء والتداني ولولا تداوي النفس من ألم الجوى * بذكر تلاقينا قضيت من الوجد بيد انه ولو ترامت بنا أيدي النوى فالقلب كارع من حمياه بالعذب الزلال.
حجب الطرف عن محياه لكن * حظي القلب من محياه ريا فيا لدهر رماني بسهام البين وسامني * خطة الخسف أشكو إلى الله الزمان وطالما * رفع الكسير يديه للجبار والذي أوجب جريان القلم إلى هذه الغاية وحداه على تقحم هذا المجال الذي كبا فيه دون النهاية انما هو ارتياح الصب للسؤال عن أحوالكم وانتعاش القلب بنسيم يرد من أقصى دياركم:
حملوا ريح الصبا نشركم * قبل ان تحمل شيحا وخزامى فما تنفست نفحات الشمال مرتادة ناديكم حن الفؤاد شوقا إليكم فبالله يا ريح الشمال تحملي * إلى شعب بوان سلام فتى صب إذا أشرف المكروب من رأس تلعة * على شعب بوان أفاق من الكرب ومما اعدى على مبرح هذا البين وتلافي الفؤاد وكاد ان يبلغ الحين ورود كتابكم الكريم ونظمكم الفائق:
ففي كل لفظ منه روض من المنى * وفي كل شطر منه عقد من الدر وكلما سرحت رائد طرفي في رياض مغانيه وأجلت بريد فكري في بديع معانيه أقول الحمد لله الذي جدد الأدب بعد اندراسه ورد غريبه إلى وطنه ومسقط رأسه.
فتروي متى تروي بدائع نثره * ونظما إذا لم ترو يوما له نظما فما زلت آخذا بازمة البلاغة مالكا رق الفصاحة والبراعة كما قال الشاعر:
ان قال بز القائلين وقصروا * عن درك سباق إلى الغايات وحيث بلغ الكلام إلى هذا المقام فلنهد السلام وغرر التحيات إلى خير نبع من دوحة الفضل والإفادة وأكرم عنصر نبع من جرثومة المجد والسيادة نجلكم المهدب الجواد وفرعكم الموفق في الاصدار والايراد الحائز في نضارة الصبا ومقتبل الزمان كيس الكهول ونجدة الفتيان.
أعني به الشيخ علما والفتى كرما * تلقاه أزهر بالنعتين منعوتا فلا زلتما رافلين في ايراد المعالي على ممر الأيام والليالي ولا تخرجا هذا الخل الداعي والقن المراعي من حرم الرضا ولا تنسياه من صالح الدعاء والسلام عليكم ما تنفس صباح ولعبت الصبا بالاقاح وعلى كل من حل بناديكم ورحمة الله وبركاته.
وقال في رثاء الحسين ع:
عرج على شاطئ الفرات ميمما * قبر الاغرابي الميامين الغرر قبر ثوى فيه الحسين وحوله * أصحابه كالشهب حفت بالقمر مولى دعوه للهوان فهاجه * والليث ان أحرجته يوما زأر فانساب يختطف الكماة ببارق * كالبرق يخطف بالقلوب وبالبصر صلى الاله على ثراك ولم يزل * روض حللت حماه مطلول الزهر وقال وأرسلها إلى السيد مهدي بحر العلوم:
سفرت ولم تحفل بقول مفند * عن واضح يلقاك بالورد الندي طلعت عليك بطلعة بدرية * صبغ الجمال لجينها بالعسجد ومشت فنم بها الحلي كما شدت * ورق الحمام على القضيب الأملد وتبسمت عن بارد البرد الذي * لولا برود رضابها لم يجمد حسناء تهزأ بالحسان ولم يحف * بدر يتيه على السهى والفرقد وبخيلة بالوصل وهي كريمة * والبخل يحسن بالحسان الخرد ولها محيا كالصباح يزينه * فرع أثيث كالظلام الأسود وحف يجر إلى الضلال وطلعة * بضيائها عند الضلالة نهتدي