كما فر سفيان من قومه * إلى بلد الله والمشعر فلاذ برب له مانع * ومن يحفظ الله لا يخفر أراك ركنت إلى الأزرقي * ولبس العمامة والمنظر وقد طرحوا لك حتى لقطت * كما يلقط الطير في الأندر وفيه بسنده لما ولي شريك القضاء أكره على ذلك واقعد معه جماعة من الشرط يحفظونه ثم طلب الشيخ فقعد من نفسه فبلغ الثوري انه قعد من نفسه فجاء فتراءى له فلما رأى الثوري قام إليه فعظمه وأكرمه ثم قال يا أبا عبد الله هل من حاجة قال نعم مسالة قال أو ليس عندك من العلم ما يجزيك قال أحببت ان أذاكرك بها قال قل، قال ما تقول في امرأة جاءت فجلست على باب رجل ففتح الرجل الباب فاحتملها ففجر بها لمن تحد منهما. فقال له دونها لأنها مغصوبة قال فإنه لما كان من الغد جاءت فتزينت وتبخرت وجلست على ذلك الباب ففتح الرجل فرآها فاحتملها ففجر بها لمن تحد منهما قال أحدهما جميعا لأنها جاءت من نفسها وقد عرفت الخبر بالأمس قال أنت كان عذرك حيث كان الشرط يحفظونك، اليوم أي عذر لك.
قال يا أبا عبد الله أكلمك قال ما كان الله ليراني أكلمك أو تتوب ووثب فلم يكلمه حتى مات. وكان إذا ذكره قال أي رجل هو لو لم يفسدوه، قال الراوي أظن الثوري شم منه رائحة البخور فلذلك قال وتبخرت يعني المرأة. وبسنده كان شريك على قضاء الكوفة فخرج يتلقى الخيزران قادمة من الحج فبلغ شاهي وأبطأت الخيزران فأقام ينتظرها ثلاثة أيام ويبس خبزه فجعل يبله بالماء ويأكله فقال العلاء بن المنهال:
فان كان الذي قد قلت حقا * بان قد أكرهوك على القضاء فما لك موضعا في كل حين * تلقى من يحج من النساء مقيم في قرى شاهي ثلاثا * بلا زاد سوى كسر بماء تشيعه ذكر المرزباني في كتاب تلخيص اخبار شعراء الشيعة كما في النبذة المختارة منه التي عندنا منها نسخة مخطوطة وهي غير تاريخ الشعراء للمرزباني كما ذكرناه غير مرة في هذا الكتاب وهذه النبذة تحتوي على 28 ترجمة والمترجم هو السابع عشر فيها قال المرزباني في ترجمته: شريك بن عبد الله القاضي رحمة الله عليه قال سعي بي إلى المهدي وقيل اني أتشيع فأرسل إلي فدخلت عليه فسلمت عليه فلم يرد وامسك فأعدت فقال لا سلم الله عليك فقلت قال الله عز وجل وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها فقال ألم أوطئ الناس عقبك وأنت خبيث فقلت أمير المؤمنين اجل من أن يمن بمعروفة... إلى آخر ما رواه... ثم أطرق المهدي مليا ورفع رأسه وقال روعناك يا شريك ودعا ببدرة فدفعت إلي فحملتها بين يدي وخرجت فقال لي الربيع وكان يعاديني كيف رأيت فقلت من شاء فليعد اه. وفي مروج الذهب جرى بينه وبين مصعب بن عبد الله كلام بحضرة المهدي فقال له مصعب أنت تنتقص الشيخين فقال والله ما انتقص جدك وهو دونهما. وذكر معاوية عند شريك بالحلم فقال ليس بحليم من سفه الحق وقاتل علي بن أبي طالب وفي كتاب صحائف العالم ذكر شريك القاضي مرة أمير المؤمنين ع وعنده رجل أموي فقال الأموي نعم الرجل علي فغضب القاضي وقال أتقول نعم الرجل في حق علي فلما سكن غضبه قال له أصلحك الله قال الله: انا وجدناه صابرا نعم العبد وقال في حق سليمان ووهبنا لداود سليمان نعم العبد فقال ذلك في الأنبياء أفما يرضى القاضي ان نقوله في حق علي فقال القاضي هذا يحسن من الله تعالى لا مني ومنك وروى ابن عبد ربه في العقد الفريد ان المهدي رأى في منامه شريكا القاضي مصروفا وجهه عنه فقص رؤياه على الربيع فقال إن شريكا مخالف لك فإنه فاطمي محضا قال المهدي على بشريك فاتي به فلما دخل عليه قال بلغني انك فاطمي قال أعيذك بالله ان تكون غير فاطمي الا ان تعني فاطمة بنت كسرى قال لا ولكن أعني فاطمة بنت محمد قال فتلعنها قال لا معاذ الله قال فما تقول فيمن يلعنها قال عليه لعنة الله قال فالعن هذا يعني الربيع قال لا والله لا ألعنها يا أمير المؤمنين قال له شريك يا ماجن فما ذكرك لسيدة نساء العالمين وابنة سيد المرسلين في مجالس الرجال قال المهدي فما وجه المنام قال إن رؤياك ليست برؤيا يوسف ع وان الدماء لا تستحل بالأحلام اه. وفي كتاب الفرج بعد الشدة حكى الحسن بن قحطبة قال استؤذن لشريك بن عبد الله القاضي على المهدي وانا حاضر فقال علي بالسيف فاحضر فلما دخل قال المهدي يا فاسق فقال شريك يا أمير المؤمنين ان للفاسق علامات يعرف بها شرب الخمر وسماع المعازف وارتكاب المحظورات فعلى أي ذلك وجدتني قال قتلني الله ان لم أقتلك قال ولم ذلك يا أمير المؤمنين ودمي حرام عليك قال لأني رأيت في المنام كأني مقبل عليك أكلمك وأنت تكلمني من قفاك فأرسلت إلى المعبر فسألته عنها فقال هذا الرجل يطأ بساطك وهو يسر خلافك فقال شريك ان رؤياك ليست برؤيا يوسف بن يعقوب وان دماء المسلمين لا تسفك بالأحلام فنكس المهدي رأسه وأشار إليه بيده ان اخرج فانصرف وروى الزبير بن بكار في الموفقيات ان شريكا كان قد دخل إلى المهدي فاغلظ له المهدي الكلام فقال له ما مثلك من يولى أحكام المسلمين قال ولم يا أمير المؤمنين قال لخلافك الجماعة ولقولك بالإمامة قال ما اعرف إماما الا كتاب الله وسنة نبيه ص فهما إماماي وعليهما عقدي فاما ما ذكر أمير المؤمنين ان ما مثلي يولى احكام المسلمين فذاك شئ أنتم فعلتموه فان كان خطا وجب عليكم الاستغفار منه وان كان صوابا وجب عليكم الإمساك عنه قال ما تقول في علي بن أبي طالب قال ما قال فيه جداك العباس وعبد الله قال وما قالا فيه قال اما العباس فمات وهو عنده أفضل أصحاب رسول الله ص وقد شاهد كبراء الصحابة والمهاجرين يحتاجون إليه في الحوادث ولم يحتج إلى أحد منهم حتى خرج من الدنيا وأما عبد الله بن عباس فضارب عنه بسيفين وشهد حروبه وكان فيها رأسا متعبا وقائدا مطاعا فلو كانت إمامته جورا كان أول من يقعد عنه أبوك لعلمه بدين الله وفقهه في احكام الله فسكت المهدي وخرج شريك فما كان بين عزله وهذا المجلس الا جمعة أو نحوها اه. وفي تاريخ بغداد بسنده كان شريك بن عبد الله على قضاء الكوفة فحكم على وكيل عبد الله بن مصعب بحكم لم يوافق هوى عبد الله فالتقى شريك وعبد الله ببغداد فقال عبد الله لشريك ما حكمت على وكيلي بالحق قال ومن أنت قال من لا تنكر قال فقد نكرتك أشد النكير قال انا عبد الله بن مصعب قال لا كثير ولا طيب قال وكيف لا تقول هذا وأنت تبغض قال ومن الشيخان. والله ما أبغض أباك وهو دونهما فكيف أبغضهما. وبسنده استأذن شريك على يحيى بن خالد وعنده رجل من ولد الزبير بن العوام فقال الزبيري ليحيى بن