هو الشهم انف اللؤم لولا إباؤه * أشم وعرنين المكارم أجدع عتاب فلا ذو اللب يملك لبه * ولا ذو الحجى بالعيش فيه ممتع فتى لم يضع حقا فحقا مقاله * أبيت ولي حق لديكم مضيع أخاف إذا لم يعف أظما في الورى * وأحمى ارتياد النبت والروض ممرع فكيف يظن القطع مع وصل حبله * بيت ولم تشحط نواه ويقطع ولا عذر لي ان قلت قد عز كاتب * وأعوز قرطاس أم اعتل مهيع وما كان تركي الكتب تركا لوده * ولكنه حظ به النقص مولع وقال مقتبسا:
عشقوا الملاح وقد نهوا * عن عشقهم لجوى وزادوا فقضوا بعشقهم جوى * وهوى ولو ردوا لعادوا وله في صدر كتاب أرسله للمرحوم الجد السيد أبي الحسن موسى:
سلام كما مر النسيم معطر * بأنفاس زهر الروض باكره القطر كان سحيق المسك بات مصافحا * له فاعتراه من شذا طيبه نشر إلى السيد المفضال والماجد الذي * له الشرف الوضاح والنائل الغمر همام إذا ما رمت تحديد مجده * تضايق بي في وسعه البر والبحر وان رمت ان أحصي جميل صفاته * تقاعدني عن حصرها النظم والنثر فتى كفه بحر لباغي نواله * كما صدره للمبتغي علمه بحر وقال في سر من رأى وقد شارفها:
أنخها فقد وافت بك الغاية القصوى * وألقت يديها في مرابع من تهوى أتت بك تفري مهمها بعد مهمه * يظل بأيديها بساط الفلا يطوي يحركها الشوق الملح فتغتدي * تشن على جيش الفلا غارة شعوا يعللها الحادي بحزوى ورامة * وما هيجتها رامة لا ولا حزوى ولكنها حنت إلى سر من رأى * فجاءت كما شاء الهوى تسرع الخطوا إلى روضة ساحاتها تنبت الرضا * وتثمر للجانين أغصانها العفوا إلى حضرة القدس التي قد تضمنت * بحار الندى منها عطاش الملا تروي فزرها ذليلا خاضعا متوسلا * بها مضمرا لله ثم لها الشكوى لتبلغ في الدنيا مرامك عندها * وتأوي في الأخرى إلى جنة المأوى عليها سلام الله ما مر ذكرها * وذلك منشور مدى الدهر لا يطوي وفي مجموعة بحر العلوم الطباطبائي المخطوطة انه ورد السيد صادق الأعرجي المعروف بالفحام لزيارة السيد مهدي الطباطبائي دام ظله المديد وكان ذلك في أيام الغلاء العظيم فوجد على باب داره العامرة للفقراء ازدحاما عظيما فكتب إليه هذه الأبيات:
تزاحم أقداح الفرات ببابه * ويكثر في وقت العشي ازدحامها إذا ما رأته من بعيد تبادرت * إليه خفافا فذها وتوامها تروم امتلاء من رواسي قدوره * واحر بها ان لا يخيب مرامها تلم بدار قد تهيا حسبة * بها للعفاة المسنتين طعامها وقال مهنئا السيد مهدي الطباطبائي بتزويج جديد ومؤرخا ذلك:
ان للدهر ان تأملت شانا * عجبا ربما اتى بالمحال وعلى ما أقول شاهد عدل * حاضر حاكم بصدق مقالي من رأى الشمس تدرك البدر يوما * ان ذا من تصرفات الليالي زف للبدر شمس حسن فأرخ * بدر تم بنى بشمس الجلال وقال:
سل الفضل أهل الفضل قدما ولا تسل * غلاما ربي بالفضل حتى تمولا فلو ملك الدنيا جميعا بأسرها * تذكره الأيام ما كان أولا وقال:
لقد طالني من ليس لي بمطاول * وما كان مثلي في الرجال يطال وما قصرت بي غاية غير أنه * لكل زمان دولة ورجال وقال يمدح أمير المؤمنين عليا ع:
على الدار بالجرعاء من جانب الحمى * فعوجا صدور اليعملات النجائب ولا تسألاني اليوم ماذا أصابني * غداة استقلوا من ضروب المصائب وما وقفة في الدار الا تعلة * لقلب رماه البين شطر النوائب سقى الجزع من وادي النقا صوب عارض * وان جاده صوب الدموع السواكب منازل غادتها الخطوب بقاصف * وراوحها صرف الزمان بحاصب وعهدي بذاك الربع إذ نحن أهله * يرف عليه البشر من كل جانب فما لي أراه اليوم ابان زرته * حسرت لثام الصون عن وجه قاطب أعلل بالآمال نفسي وانها * لتصدر نحوي خائبا اثر خائب سأجهد عزمي والمطي فإنني * أرى الجهد مقرونا بنيل المطالب واجعل جلباب الضحى خير بزتي * واجعل ظهر الليل خير مراكبي وابعثها خوص العيون كأنها * الآجال حطت من أعالي المراقب تؤم محل القدس والحضرة التي * بها امل الراجي وامن المراقب بحيث ترى نور النبوة ساطعا * منوطا بنور للإمامة ثاقب بحيث ترى وحي الاله منزلا * وأملاكه ما بين جاء وذاهب بحيث ترى روض المكارم ممرعا * وبحر المعالي مستجيش الغوارب بحيث أقر الامر في مستقره * بغالب امر من لوي بن غالب بحيث استطال الملك واتسعت له * مذاهب عن آراء جم المذاهب إلى أسد الله الذي خضعت له * رقاب الورى من بين دان وعازب وصي النبي المصطفى وابن عمه * أبي السادة الغر الكرام الأطايب امام إليه الدين فوض امره * بأمر إله خصه بالمناقب به طهر الاسلام من كل عائب * وخلص دين الله من كل شائب تحيرت الآراء في كنه ذاته * فمن عابد غال وعاد مناصب له همة صرف على كل حادث * له نشب وقف على كل طالب له سطوات تتقي الأسد بأسها * إلى عزمات كالنجوم الثواقب إذا صال في الهيجا فأعظم فارس * وان قال في النادي فأبلغ خاطب أخو الحرب منه ترجف الأرض هيبة * إذا جال فوق الطرف بين الكتائب فسل أحدا عنه وبدرا وخيبرا * وصفين والأحزاب ذات العجائب وسل ما وراء النهر ان كنت سائلا * شواهد في ذا الامر غير كواذب وقال يرثي السيد محمد بن السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي مؤرخا عام وفاته ومعزيا عنه والده المذكور:
الدهر من شيمته الغدر * والامر يأتي دونه الامر والناس سفر أزمعوا نية * بينا هم إذ قوض السفر والعيش آل مطمع لمعه * يغتر فيه الحائم الغمر