كيف بالعفو عنهم وقديما * قتلوكم وهتكوا الحرمات أين زيد وأين يحيى بن زيد * يا لها من مصيبة وثرات والامام الذي أصيب بحران * أمام الهدى ورأس الثقات قتلوا آل احمد لا عفا الله * لمروان غافر السيات وقال ابن الأثير في الكامل ج 5 ص 168: لما ولي السفاح الخلافة حضر عنده سليمان بن هشام بن عبد الملك فأكرمه وأعطاه يده فقبلها فلما رأى ذلك سديف مولى السفاح اقبل عليه وقال:
لا يغرنك ما ترى من رجال * ان تحت الضلوع داء دويا فضع السيف وارفع السوط حتى * لا ترى فوق ظهرها أمويا فاقبل عليه سليمان وقال قتلتني أيها الشيخ وقام السفاح فدخل فاخذ سليمان فقتل وفي ج 5 ص 204 دخل سديف على السفاح وعنده سليمان بن هشام بن عبد الملك وقد أكرمه فقال سديف وذكر البيتين إلى آخر الخبر وفي شذرات الذهب ج 1 ص 187 استأمن سليمان بن هشام وابناه في نحو ثمانين رجلا إلى السفاح فأمنهم حتى قدم عليه سديف بن ميمون مولى زين العابدين فأنشده:
ظهر الحق واستبان مضيا * إذ رأينا الخليفة المهديا إلى قوله:
قد اتتك الوفود من عبد شمس * مستكينين قد أجادوا المطيا فاردد العذر وامض بالسيف حتى * لا ترى فوق ظهرها أمويا وأنشده أيضا:
علام وفيم نترك عبد شمس * لها في كل راعية ثغاء أمير المؤمنين أبح دماهم * فان تفعل فعادتك المضاء وأنشده أيضا:
أصبح الملك ثابت الأساس * بالبهاليل من بني العباس إلى قوله:
ذلهم أظهر التودد منهم * وبهم منكم كحز المواسي فلما سمع السفاح ذلك امر بقتل جميعهم وأجاز سديفا بألف دينار ثم قال المنصور كأني بك يا سديف قد قدمت المدينة فقلت لعبد الله بن الحسن يا ابن رسول الله انما نداهن بني العباس لأجل عطاياهم نقوم بها أودنا وأقسم بالله لئن فعلت لأقتلنك ففعل سديف ذلك وانتهى خبره إليه فلما تمكن منه ضربه حتى مات اه.
اخباره مع المنصور في قتل بني أمية ابن عساكر: اخرج العقيلي في كتاب الضعفاء ان سديفا قدم على المنصور وكان أعرابيا بدويا شديد السواد فنظر إلى رجل من بني أمية في مجلس المنصور فعرفه فقال والله يا أمير المؤمنين ان هذا خب يلحظك بعين العدو فتكلم الأموي فقال له سديف أفلت نجومك وحان اجلك يا أمير المؤمنين أطف شعلة لهبه وشهاب قلبه فقال الأموي أصبحنا بحمد الله ما نتخوف غضبه ولا شوكة مخلبه وقد قل به الجور بعد كثرته وكثر به العدل بعد قلته فقال سديف يا أمير المؤمنين دونكه قبل ان ينصب لك شباك حيله وأشراك دغله فإنه الذي كدمنا بأعضله وكلمنا بكلكله فقال الأموي قد والله رفع الله أمير المؤمنين عن خلف الوعد ونقض العهد هذا أمان ليس لك علي فيه سلطان بيد ولا لسان فاكفف يا سديف وأخبرني هل أطرفتنا بشئ من شعرك فقال لقد أطرفتك بسبائك ذهب ودر نظم وجوهر عقيان فصلتهن لك بزبرجد منضود في سلك معقود لتعرف اني ناصع الجيب أمين الغيب فأنشده أبياتا يحرضه على الأموي فما فرع منها حتى دعا بالأموي فقتله وهي:
يا رائق العنق من جلباب دولته ومن نشأ قلبه مستيقظا عادي كذا انى ومن أين لي في كل منزلة * مولى كانت لابراق وارعاد أو مثل بحرك بحر لا يزال به * ريان مرتحل أو وارد صادي لا تبق من عبد شمس حية ذكرا * يسمى إليك بأرصاد والحاد جرد لهم رأي عزم منك مصطلم * يكبون منه عباديدا على الهادي ولا تقيلن منهم عثرة ابدا * فكهلهم وفتاهم حية الوادي وهل يعلم هما حمره حدث * عبد ومولاه نحرير بها هادي آليت لو أن لي بالقوم مقدرة * لم ابق من حاضر منهم ولا بادي دعاؤه في دولة الجور ابن عساكر: بلغني ان سديفا كان يقول: اللهم صار فيئنا دولة بعد القسمة، وإمارتنا غلبة بعد المشورة، وعهدنا ميراثا بعد الاختيار للأمة، واشتريت الملاهي والمعازف بسهم اليتيم والأرملة، وحكم في أبشار المسلمين أهل الذمة، وتولى القيام بأمورهم فاسق كل محلة، اللهم قد استحصد زرع الباطل وبلغ نهيته واجتمع طريده، اللهم فاتح له يدا من الحق حاصدة تبدد شمله، وتفرق امره ليظهر الحق في أحسن صورته وأتم نوره اه والظاهر أنه كان يدعر بهذا في دولة بني أمية لأن دولة بني العباس في أولها لم يكن ذلك قد اشتهر فيها.
قتله ولدي بسر بن أبي أرطاة ابن عساكر: بلغني ان سديفا لم يزل يطلب ولد بسر بن أبي أرطاة حتى ظفر باثنين له بساحل دمشق فقتلهما لقتل بسر جدهما ابني عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب باليمن لما بعثه معاوية أميرا عليها بعد مقتل عثمان اه وهذا من جملة ما تقرب به سديف إلى بني العباس وأظهر به بغضه للأمويين وقوله لما بعثه معاوية أميرا عليها الخ ليس بصواب فان معاوية لم يبعثه أميرا على بلد وانما بعثه مفسدا في الأرض ففعل ما فعل باهل الحرمين وباليمن وقتل ولدي عبيد الله بن العباس الرضيعين تحت ذيل أمهما ذبحا على درج صنعاء فذهب عقلها. وقوله بعد مقتل عثمان لا محل له ولا مناسبة والصواب ان يقال بعد صفين والحكمين. وقتل ولدي بسر بولدي عبيد الله مناف لقوله تعالى: لا تزر وازرة وزر أخرى الا ان يكونا على طريقة أبيهما فان الحية لا تلد الا حية.
من اخباره في الأغاني: لما قال سديف قصيدته التي يذكر فيها امر بني حسن بن