هجيراهما ثلب سري والوقيعة فيه ودخلا إلى الرؤساء والأكابر ببغداد ففعلا به مثل ذلك عندهم وأقام ببغداد يتظلم منهما ويهجوهما ويقال انه عدم القوت فضلا عن غيره ودفع إلى الوراقة فجعل يورق شعره ويبيعه ثم نسخ لغيره بالأجرة وركبه الدين ومات ببغداد على تلك الحال بعد سنة 260.
وقال في الخالديين من قصيدة:
ومن عجب ان الغبيين أبرقا * مغيرين في أقطار شعري وأرعدا فقد نقلاه عن بياض مناسبي * إلى نسب في الخالدية اسودا وقال في الخالدي الأصغر أبي عثمان سعيد بن هاشم كما في اليتيمة ج 1 ص 473 وزعم أنه ادعى كثيرا من شعره.
لا بد من نفثة مصدور * فحاذروا صولة محذور قد أنست العالم غاراته * في الشعر غارات المغاوير اثكلني غيد قواف غدت * أبهى من الغيد المعاطير أطيب ريحا من نسيم الصبا * جاءت بريا الورد من جور من بعد ما فتحت أنوارها * فابتسمت مثل الأزاهير وبات فكري تعبا بينها * ينقشها نقش الدنانير يا وارث الأغفال ما سيروا * من القوافي والمشاهير اعط قفا نبك أمانا فقد * راحت بقلب منك مذعور ونقل له في اليتيمة ج 1 ص 478 أبياتا سينية من أرجوزة في الخالديين تتضمن قذفا وبذاءة نزهنا كتابنا عنها كما نزهناه عن غيرها مما فيه بذاءة أو قذف أو غيرهما.
جملة من أشعار السري التي ينسب فيها للخالديين سرقة شعره:
في اليتيمة ج 1 ص 508 في ترجمة الخالديين قد ذكرت ما شجر بينهما وبين السري في شان المصالتة والمصادفة وما أقدم عليه السري من دس أحسن أشعارهما في شعر كشاجم وكان أفاضل الشام والعراق إذ ذاك فرقتين إحداهما وهي في شق الرجحان تتعصب عليه لهما لفضل ما رزقاه من قلوب الملوك والأكابر والأخرى تتعصب له عليهما وفي ج 1 ص 471 قال السري يتظلم من الخالديين والتلعفري إلى سلامة ابن فهد:
هل الصبر مجد حين أدرع الصبرا * وهل ناصر للشعر يوسعه نصرا تحيف شعري يا ابن فهد مصالت * عليه فقد أعدمت منه وقد اثرى وفي كل يوم للغبيين غارة * تروع ألفاظي المحجلة الغرا إذا عن لي معنى يضاحك لفظه * كما ضاحك النوار في روضه الغدرا غريب كشطر البرق لما تبسمت * مخائله للفكر أودعته سطرا فوجه من الفتيان يمسح وجهه * وصدر من الأقوام يسكنه الصدرا تناوله مثر من الجهل معدم * من الحلم معذور متى خلع العذرا فأبعد ما قربت منه غباوة * وأوزر ما سهلت من لفظه وعرا فمهلا أبا عثمان مهلا فإنما * يغار على الأشعار من عشق الشعرا لأطفأتما تلك النجوم بأسرها * ودنستما تلك المطارف والأزرا فويحكما هلا بشطر قنعتما * وأبقيتما لي من محاسنه شطرا وقال من قصيدة يمدح بها أبا البركات لطف الله بن ناصر الدولة ويتظلم إليه من الخالدين ويزعم أنهما قد ادعيا شعره وشعر غيره ومدحا به المهلبي وغيره.
يا أكرم الناس الا ان يعد أبا * فات الكرام بآباء وآثار أشكو إليك حليفي غارة شهرا * سيف الشقاق على ديباج أفكاري ذئبين لو ظفرا بالشعر في حرم * لمزقاه بأنياب وأظفار سلا عليه سيوف البغي مصلتة * في جحفل من صنيع الظلم جرار وأرخصاه فقل في العطر ممتهنا * لديهما يشتري من غير عطار لطائم المسك والكافور فائحة * منه ومنتخب الهندي والغار وكل مسفرة الألفاظ تحسبها * صفيحة بين إشراق وأسفار أرقت ماء شبابي في محاسنها * حتى ترقوق فيها ماؤها الجاري كأنها نفس الريحان يمزجه * صبا الأصائل من أنفاس نوار ان قلداك بدر فهو من لججي * أو ختماك بياقوت فأحجاري باعا عرائس شعري بالعراق فلا * تبعد سباياه من عون وأبكار مجهولة القدر مظلوم عقائلها * مقسومة بين جهال وأغمار ما كان ضرهما والدر ذو خطر * لو حلياه ملوكا ذات اخطار وما رأى الناس سبيا مثل سبيهما * بيعت نفيسته ظلما بدينار والله ما مدحا حيا ولا رثيا * ميتا ولا افتخرا الا بأشعاري هذا وعندي من لفظ أشعشعه * سلافة ذات أضواء وأنوار كريمة ليس من كرم ولا التثمت * عروسها بخمار عند خمار تنشأ خلال شغاف القلب ان نشأت * ذات الحباب خلال الطين والقار لم يبق لي من قريض كان لي وزرا * على الشدائد الا ثقل أوزاري أراه قد هتكت أستار حرمته * وسائر الشعر مستور بأستار كأنه جنة راحت حدائقها * من الغبيين في نار واعصار عار من النسب الوضاح منتسب * في الخالديين بين العر والعار وقال من قصيدة في أبي تغلب ذكر فيها أحد الخالديين:
ولا بد ان أشكو إليك ظلامة * وغارة مغوار سجيته الغصب يخيل شعري انه قوم صالح * هلاكا وان الخالدي له سقب رعى بين أعطان له ومسارح * فلم ترع فيهن العشار ولا النجب وكانت رياضا غضة فتكدرت * مواردها واصفر في تربها العشب يساق إلى الهجن المقارف حليه * وتسلبه الغر المحجلة القب غصبت على ديباجه وعقوده * فديباجه غصب وجوهره نهب وأبكاره شتى أذيل مصونها * وريعت عذاراها كما روع السرب وكنت إذا ما قلت شعرا حدت به * حداة المطايا أو تغنى به الشرب وقال من قصيدة خاطب فيها أبا الخطاب المفضل بن ثابت الضبي وقد سمع ان الخالديين يريدان الرجوع إلى بغداد وذلك في أيام المهلبي الوزير:
بكرت عليك مغيرة الأعراب * فاحفظ ثيابك يا أبا الخطاب ورد العراق ربيعة بن مكدم * وعتيبة بن الحارث بن شهاب أفعندنا شك بأنهما هما * في الفتك لا في صحة الأنساب جلبا إليك الشعر من أوطانه * جلب التجار طرائف الأجلاب فبدائع الشعراء فيما جهزا * مقرونة بغرائب الكتاب شنا على الآداب أقبح غارة * جرحت قلوب محاسن الآداب فحذار من حركات صليي قفرة * وحذار من وثبات ليثي غاب لا يسلبان أخا الثراء وانما * يتناهبان نتائج الألباب ان عز موجود الكلام عليهما * فانا الذي وقف الكلام ببابي