لا تقيلن عبد شمس عثارا * وأقطعن كل رقلة وغراس أنزلوها بحيث أنزلها الله * بدار الهوان والإتعاس خوفهم أظهر التودد منهم * وبهم منكم كحز المواسي أقصهم أيها الخليفة واحسم * عنك بالسيف شأفة الأرجاس واذكرن مصرع الحسين وزيد * وقتيلا بجانب المهراس والامام الذي يحر ان امسى * رهن قبر في غربة وتناسي فلقد ساءني وساء سوائي * قربهم من نمارق وكراسي نعم كلب الهراش مولاك لولا * أود من حبائل الافلاس فتغير لون أبي العباس واخذه رمع ورعدة فالتفت بعض ولد سليمان بن عبد الملك إلى رجل منهم كان إلى جنبه فقال قتلنا والله العبد.
ثم اقبل أبو العباس عليهم فقال يا بني الفواعل لا أرى قتلاكم من أهلي قد سلفوا وأنتم احياء تتلذذون في الدنيا خذوهم فأخذتهم الخراسانية بالكفر كوبات فأهمدوا الا ما كان من عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز فإنه استجار بداود بن علي وقال له ان أبي لم يكن كآبائهم وقد علمت صنيعته إليكم فأجاره واستوهبه من السفاح وقال له قد علمت يا أمير المؤمنين صنيع أبيه إلينا فوهبه له وقال لا تريني وجهه وليكن بحيث تأمنه وكتب إلى عماله في النواحي بقتل بني أمية اه وفي تلخيص اخبار شعراء الشيعة للمرزباني:
قيل كان سديف يناضل قوما من بني أمية بفرس له عربية وكانوا ينالون من علي بن أبي طالب ع فشكا ذلك إلى أبي العباس السفاح فكان أبو العباس حاقدا لما اخبره به سديف فلما أفضت إليه الخلافة كان الحاجب واقفا فإذا فارس قد اقبل ما يرى منه الا الحدق فقال للحاجب قل للخليفة بالباب مولاك قال ادخل به وكان عنده سليمان بن هشام وولداه فحسر عن وجهه فإذا سديف فأنشده: الأبيات التي مرت.
قال فسار أبو العباس لأبي جعفر المنصور وقد استحيا من سليمان وولديه فقال أبو جعفر اذبحهما على صدره فبدأ بهما فذبحهما وذبح، وكتب أبو العباس إلى عمه عبد الله بن علي إذا قرأت كتابي فانظر من كان قبلك من بني أمية فلا تبقين منهم ديارا فأرسل إليهم ان سيروا إلي فسار إليه منهم نيف وسبعون رجلا فقتلهم اه هذا ولكن أبا العباس المبرد في الكامل روى هذا الشعر على غير هذا الوجه ولم ينسبه إلى سديف بل إلى شبل مولى بني هاشم، قال أبو العباس دخل شبل بن عبد الله مولى بني هاشم على عبد الله بن علي وقد اجلس ثمانين من بني أمية على سمط الطعام فأنشده:
أصبح الملك ثابت الآساس * بالبهاليل من بني العباس طلبوا وتر هاشم وشفوها * بعد ميل من الزمان وياس لا تقيلن عبد شمس عثارا * واقطعن كل رقلة وأواسي (4) ذلها أظهر التودد منها * وبها منكم كحز المواسي ولقد غاظني وغاظ سوائي * قربها من نمارق وكراسي أنزلوها بحيث أنزلها الله * بدار الهوان والاتعاس واذكروا مصرع الحسين وزيد * وقتيلا بجانب المهراس والقتيل الذي بحران اضحى * ثاويا بين غربة وتناسي نعم شبل الهراش مولاك شبل * لو نجا من حبائل الافلاس فامر بهم عبد الله فشدخوا بالعمد وبسطت السمط وجلس عليها ودعا بالطعام وانه ليسمع أنين بعضهم حتى ماتوا جميعا وقال لشبل لولا انك خلطت شعرك بالمسألة لأغنمتك أموالهم وعقدت لك على جميع موالي بني هاشم قال فاما سديف فإنه لم يقم هذا المقام وانما قام مقاما آخر. دخل على أبي العباس السفاح وعنده سليمان بن هشام بن عبد الملك وقد أعطاه يده فقبلها وأدناه فاقبل على السفاح وقال له:
لا يغرنك ما ترى من رجال * ان تحت الضلوع داء دويا فضع السيف وارفع السوط حتى * لا ترى فوق ظهرها أمويا فقال سليمان ما لي ولك أيها الشيخ قتلتني قتلك الله فقام أبو العباس فدخل وإذا المنديل قد القي في عنق سليمان ثم جر فقتل اه ويمكن ان يكون وقع اشتباه من الرواة هنا وأن يكون لكل من شبل وسديف أبيات على هذا الوزن والقافية قالها عند دخوله على أبي العباس فادخل الرواة اشتباها بعض أبيات كل منهما في أبيات الآخر كما وقع مثله كثيرا ويمكن ان تكون القصة مع شبل كما قال المبرد ونسبها الناس إلى سديف لاشتهاره دون شبل والله أعلم.
وروى أبو الفرج في الأغاني بسنده ان سديفا أنشد أبا العباس وعنده رجال من بني أمية:
يا ابن عم النبي أنت ضياء * استبنا بك اليقين الجليا فلما بلغ قوله:
جرد السيف وارفع العفو حتى * لا ترى فوق ظهرها أمويا لا يغرنك ما ترى من رجال * ان تحت الضلوع داء دويا بطن البغض في القديم فأضحى * ثاويا في قلوبهم مطويا وهي طويلة فقال أبو العباس يا سديف خلق الإنسان من عجل ثم أنشد أبو العباس متمثلا:
أحيا الضغائن آباء لنا سلفوا * فلن تبيد وللآباء أبناء ثم أمر بمن عنده فقتلوا. قال أبو الفرج وروى ابن المعتز في قصة سديف مثل ما ذكرناه من قبل الا انه قال فيها فلما أنشده ذلك التفت إليه أبو الغمر سليمان بن هشام فقال يا ماص بظر أمه أتواجهنا بمثل هذا ونحن سروات الناس فغضب أبو العباس وكان سليمان بن هشام صديقه قديما وحديثا يقضي حوائجه في أيامهم ويبره فلم يلتفت إلى ذلك وصاح بالخراسانية فقتلوهم جميعا الا سليمان بن هشام فاقبل عليه أبو العباس فقال يا أبا الغمر ما أرى لك في الحياة بعد هؤلاء خيرا قال لا والله قال فاقتلوه وكان إلى جنبه فقتل.
وفي الأغاني بسنده ان سديفا قال لأبي العباس يحضه على بني أمية ويذكر من قتل مروان وبنو أمية من قومه: