محاولة الفلاسفة لدفع هذه الأمور:
أما الأمر الأول فلأن هذه النظرية نتيجة حتمية لمجموعة من القواعد العقلية الضرورية.
الأولى: قاعدة أن لكل شيء سببا وعلة.
الثانية: قاعدة التناسب والسنخية بين العلة والمعلول.
الثالثة: قاعدة أن الشئ ما لم يجب وجوده لم يوجد.
الرابعة: قاعدة التعاصر بين العلة والمعلول.
بيان ذلك أن ذاته المقدسة هي سبب العالم ككل وعلته تطبيقا للقاعدة الأولى وهذه القاعدة من أوليات ما يدركه البشر في حياته الاعتيادية وأنها كنظام عام للكون موجودة في صميم طبيعة الانسان بصورة فطرية وهو الباعث الذي يبعث الانسان فطرة إلى تبرير وجود الأشياء باستكشاف أسبابها وعللها، وقد يوجد ذلك عند الحيوانات أيضا ولهذا لا يكون هذا المبدأ قابلا للتخصيص، لأنه ليس من القواعد الشرعية حتى يكون قابلا له بل هو من القواعد العقلية الفطرية، ومن هنا لولا مبدأ العلية وقوانينها الصارمة لم يمكن اثبات أي نظرية من النظريات العلمية وقوانينها ولم يصح الاستدلال بأي دليل كان في مختلف مجالات المعرفة البشرية، كما لم يمكن اثبات موضوعية الاحساس والتجربة إلا به، وعلى هذا فلابد من أن تكون علية الذات الواجبة للأشياء على أساس مبدأ التناسب والسنخية تطبيقا للقاعدة الثانية، وإلا فلا يمكن أن تكون الأشياء خاضعة لها خضوع المعلول للعلة، فإذا كان ارتباط الأشياء بالذات الواجبة على أساس هذا المبدأ فلا محالة يجب وجودها بوجود العلة تطبيقا للقاعدة الثالثة، وحيث إن