لحد الآن قد تبين أن الأشاعرة كما أنهم في خطأ واضح في الخلط بين الصفات الذاتية والصفات الفعلية وعدم الفرق بينهما كذلك في خطأ في جعل صفاته تعالى جميعا زائدة على ذاته وقديمة.
بقي هنا اشكال وهو التسائل عن نكتة الفرق بين هيئة النائم والمائت والقائم والمتحرك والساكن وما شابهها وبين هيئة القاتل والضارب والناصر والمانع والخالق والرازق وما شاكلها، على أساس أن المجموعة الأولى من الأوصاف الاشتقاقية مستعملة في من حل فيه المبدأ دون من صدر عنه وأوجده، مثلا هيئة مائت يصح استعمالها - فيمن حل فيه الموت ولا يصح فيمن صدر عنه الموت وأوجده، بينما المجموعة الثانية من تلك الأوصاف على عكس الأولى تماما، ولهذا يصح استعمال هيئة الضارب مثلا فيمن صدر عنه الضرب ولا يصح استعمالها فيمن حل فيه الضرب مع أن المبدأ في كلتا المجموعتين عرض وله نسبتان نسبة إلى الفاعل ونسبة إلى المحل، مثلا كما أن للموت نسبتين: نسبة إلى الفاعل ونسبة إلى المحل كذلك للضرب نسبتين: نسبة إلى الفاعل ونسبة إلى المحل وليست نسبة النوم والموت والعلم إلى محلها أولى من نسبتها إلى فاعلها، ونسبة القتل والضرب والخلق إلى فاعلها أولى من نسبتها إلى محلها لأن كلتا النسبتين على حد سواء، والخلاصة أن هيئة النائم والمائت ونحوهما تشترك مع هيئة القاتل والضارب ونحوهما في زنة الفاعل، ولكن مع هذا صح استعمال الأولى فيمن حل فيه المبدأ ولم يصح في موجده، بينما الثانية على عكس ذلك تماما، حيث أنه يصح استعمالها فيمن حل فيه المبدأ ولم يصح فيمن أوجده، فإذن ما هو نكتة الفرق بينهما؟
وقد قام السيد الأستاذ (قدس سره) بمحاولتين لتبرير هذا الفرق:
المحاولة الأولى: أن ذلك الفرق بين هذه المبادئ سماعي وليس بقياسي