مفهوم العلم ومفهوم الحياة، وهكذا وأما مطابقها في الخارج فهو واحد بالذات وهو ذاته الأحدية، لأن جميع صفاته الذاتية العليا عين ذاته خارجا والتغاير إنما هو في المفاهيم فحسب، وعليه فلو كانت الإرادة عين العلم مفهوما وخارجا فهي ليست صفة أخرى في مقابل العلم بل هي صفة العلم، وقد يعبر عنها بالإرادة، وإن أراد بذلك أنها عين العلم خارجا وعينا. فيرد عليه أن ذلك مجرد دعوى منه في المسألة ولم يأت ببرهان عليه، وسوف نشير إلى قيام دليل على أنها من الصفات الفعلية دون الذاتية، وإن أراد بذلك أن الإرادة قسم من العلم الأزلي وهو علمه تعالى بالنظام الكامل التام كالسميع والبصير فان الأول علمه تعالى بالمسموعات والثاني علمه تعالى بالمبصرات.
فيرد عليه أولا: أن لازم ذلك أن الإرادة ليست صفة ذاتية مستقلة في مقابل العلم والقدرة والحياة بل هي قسم من العلم وهو العلم بالنظام الكلي كالسميع والبصير، وهذا خلف.
وثانيا: أن ذلك بحاجة إلى دليل وإقامة برهان ولا يكفي مجرد الدعوى والمفروض أنه (قدس سره) لم يأت ببرهان على ذلك.
فالنتيجة أن ما ذكره المحقق الخراساني (قدس سره) لا يرجع إلى معنى صحيح.
وأما المحقق الأصبهاني (قدس سره) فقد أفاد في وجة ذلك ما نصه: " لا ريب في أن مفاهيم صفاته تعالى الذاتية متخالفة لا متوافقة مترادفة وإن كان مطابقها في الخارج واحدا بالذات ومن جميع الجهات، مثلا مفهوم العلم غير مفهوم الذات ومفهوم بقية الصفات وإن كان مطابق الجميع ذاته بذاته لا شيء آخر منضما إلى ذاته فإنه تعالى صرف الوجود وصرف القدرة وصرف العلم وصرف الحياة وصرف الإرادة، ولذا قالوا وجود كله وقدرة كله وعلم كله وحياة كله وإرادة