نظرية الأشاعرة مسألة الجبر ونقدها المعروف والمشهور في الألسنة أن الأشاعرة يقولون بأن العبد في يد الله تعالى كالميت في يد الغسال، فكما أنه لا حول ولا قوة للميت أصلا وإنما الحول والقوة تماما للغسال فكذلك لا حول ولا قوة للعبد وأن الحول والقوة كله لله تعالى وتقدس وقد استدل على هذه النظرية بوجوه:
الوجه الأول: أن الفعل ممكن والممكن متساوي الطرفين فلا يقتضي وجوده ولا عدمه فتحقق أحد الطرفين دون الطرف الآخر بحاجة إلى مرجح، بداهة أنه لو تحقق بدون وجود المرجح لكان من الصدفة وهي مستحيلة، حيث أن لازم ذلك سد باب اثبات الصانع باعتبار أن كل شيء ينطوي على امكان الوجود وامكان العدم بصورة متعادلة، فإذا وجد من دون علة فهو صدفة وهي تمنع عن اثبات المبدأ الأول، إذ لو أمكن وجود شيء في الخارج بدون علة لم يمكن اثباته، فلذلك لا يمكن وجود فعل في الخارج بدون وجود مرجح فيه وعليه فتنقل الكلام إلى ذلك المرجح، فان كان ممكنا فوجوده بحاجة إلى مرجح آخر وهكذا إلى أن يذهب إلى مالا نهاية له، وبما أن ذلك مستحيل فلابد أن ينتهي إلى مرجح واجب بالذات، ولا زم ذلك خروج الفعل عن اختيار الانسان، لأن وجوده مستند في نهاية المطاف إلى الواجب بالذات، فلا يكون صدوره منه بالاختيار بل هو بمثابة الآلة بدون حول ولا قوة له.
والجواب: أن هذا الوجه مبني على أن صدور الفعل من الانسان منوط بوجود مرجح خارج عن اختياره لقاعدة أن الممكن ما لم يجب وجوده بالغير لم