الحدائق الناضرة - المحقق البحراني - ج ١٨ - الصفحة ٢٠٧
والظاهر: أن المراد بقوله " بمنزلة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " أي الباقين على صحبته ودينه بعد موته، كما يشير إليه قوله " إنكم في هدنة " أي سكون من الفتن بالصلح مع أعداء الدين.
وما رواه المشايخ الثلاثة عن هند السراج، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام:
أصلحك الله، إني كنت أحمل السلاح إلى أهل الشام فأبيعه منهم، فلما عرفني الله هذا الأمر ضقت بذلك، وقلت: لا أحمل إلى أعداء الله. فقال لي: إحمل إليهم و بعهم، فإن الله يدفع بهم عدونا وعدوكم، يعني الروم، فإذا كانت الحرب بيننا فلا تحملوا، فمن حمل إلى عدونا سلاحا يستعينون به علينا فهو مشترك (1).
وما رواه في الكافي عن محمد بن قيس في الصحيح، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الفئتين تلتقيان من أهل الباطل أبيعهما السلاح؟ فقال: بعهما ما يكنهما، الدرع والخفين ونحو هذا (2).
وعن السراد عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قلت له: إني أبيع السلاح، قال: لا تبعه في فتنة (3).
وفي التهذيب رواه عن السراد عن رجل عنه وهو الظاهر، حيث إن السراد المذكور إنما يروي عن أبي عبد الله عليه السلام بالواسطة (4)، هذا إن حمل أنه الحسن بن محبوب المشهور بهذا اللقب (5) وإلا فلا، ويكون الرجل مهملا.

(1) الوسائل ج 12 ص 70 حديث: 2 (2) الوسائل ج 12 ص 70 حديث: 3 (3) الوسائل ج 12 ص 70 حديث: 4 والحديث في الوسائل: " عن السراج ". لكنه في الكافي والتهذيب " عن السراد " كما في المتن.
(4) لأنه ولد بعد وفاة الإمام الصادق - عليه السلام - (148) بسنة (149 - 224) (5) وهو: " السراد " ويقال له " الزراد " أيضا. وهما بمعنى واحد، وهو صانع الزرد والسرد وهما بمعنى الدرع.
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»
الفهرست