قال الفخر الرازي: (الضمير في قوله من (شيعته) إلى ماذا يعود؟ فيه قولان:
الأول - وهو الأظهر - إنه عائد إلى نوح عليه السلام. الثاني: قال الكلبي: المراد من شيعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم لإبراهيم (1).
قال الآلوسي: (وذهب الفراء إلى أن ضمير (شيعته) لنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم - إلى أن قال: - وقلما يقال للمتقدم هو شيعة المتأخر، ومنه قول الكميت - (رحمه الله) -:
ومالي إلا آل أحمد شيعة * ومالي إلا مشعب الحق مشعب (2) قال العلامة الطباطبائي: وإن من شيعته لإبراهيم، الشيعة هم القوم المشايعون لغيرهم الذاهبون على أثرهم، وبالجملة كل من وافق غيره في طريقته فهو من شيعته، تقدم أو تأخر، قال تعالى: وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل (3).
أيها القارئ الكريم! أنت بعد ما لاحظت أقوال المفسرين، وعلمت آرائهم يحصل لك الاطمينان بأن الهاء في (شيعته) يمكن أن يعود إلى المتقدم أو المتأخر، أي إن المفسرين يجوزون أن يعود الضمير إلى نوح عليه السلام لأنه عليه السلام تقدم ذكره قبل إبراهيم عليه السلام أو إلى نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فإذا جاز عود الضمير إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجوز أن يعود إلى أخيه ووصيه وعيبة علمه الذي هو بمنزلة نفسه و روحه مع ورود دليل نقلي يؤيده عن طريق أهل البيت - صلوات الله عليهم أجمعين -، و إليك بعض نصوصها:
عن مولانا الصادق عليه السلام أنه قال: (قوله عز وجل: وإن من شيعته لإبراهيم أي