إليك حكم عليك لم تبلغ أصلا.
وقال أيضا في ص 193: عن ابن عباس - رضي الله عنه -: نزلت هذه الآية في علي - كرم الله وجهه - حيث أمر سبحانه أن يخبر الناس بولاية علي عليه السلام (يوم غدير خم)، فتخوف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقولوا: حابى (1) ابن عمه وأن يطعنوا في ذلك عليه، فأوحى الله إليه هذه الآية. فقام بولايته يوم غدير خم وأخذ بيده فقال - عليه الصلاة والسلام -: (من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه).
وقال الشيخ محمد عبده في تفسيره المنار (ج 6: ص 463): روى ابن أبي حاتم، و ابن مردويه، وابن عساكر، عن أبي سعيد الخدري: أنها نزلت يوم غدير خم في علي بن أبي طالب عليه السلام.
وقال جلال الدين السيوطي في تفسير الدر المنثور (ج 2: ص 298، ط بيروت): عن ابن مردويه، عن ابن مسعود، قال: كنا نقرأ في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك (أن عليا مولى المؤمنين) وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس).
وأيضا عن ابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر، عن أبي سعيد الخدري، قال: نزلت هذه الآية (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك) على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم (2).
وقال فخر الدين الرازي الشافعي (المتوفى سنة 606) في تفسيره (ج 12: ص 49، ط مصر): ذكر المفسرون في سبب نزول الآية وجوها - وساق الكلام إلى أن قال - العاشر:
نزلت الآية في فضل علي بن أبي طالب عليه السلام. ولما نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال: (من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه). فلقيه عمر فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصحبت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. وهو قول ابن عباس، والبراء بن عازب، ومحمد بن علي عليه السلام.