رسول الله صلى الله عليه وآله خالد بن الوليد إلى حي يقال لهم بنو المصطلق من بني خزيمة وكان بينهم وبين بني مخزوم احنة في الجاهلية، وكانوا قد أطاعوا رسول الله وأخذوا منه كتابا لسيرته عليهم، فلما ورد عليهم خالد أمر مناديه ينادي بالصلاة فصلى وصلوا، ثم أمر الخيل فشنوا عليهم الغارة فقتل فأصاب فطلبوا كتابهم فوجوده فاتوا به النبي صلى الله عليه وآله وحدثوه بما صنع خالد بن الوليد فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وآله القبلة، ثم قال اللهم إني أبرء إليك مما صنع خالد بن الوليد، قال:
ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله بتبر ومتاع، فقال لعلي عليه السلام يا علي أيت بني خزيمة من بني المصطلق فارضهم مما صنع خالد بن الوليد، ثم رفع صلى الله عليه وآله قدميه فقال يا علي أجعل قضاء أهل الجاهلية تحت قدميك، فأتاهم علي (ع) فلما انتهي إليكم حكم فيهم بحكم الله عز وجل، فلما رجع إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: يا علي أخبرني بما صنعت فقال: يا رسول الله عمدت فأعطيت لكل دم رية، ولكل جنين غرة ولكل مال مالا وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لميلغة كلابهم وحبلة رعاتهم وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لروعة نسائهم وفزع صبيانهم وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لما يعلمون ولما لا يعلمون وفضلت معي فضلة فأعطيتهم ليرضوا عنك يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وآله:
أعطيتهم ليرضوا عني رضي الله عنك. يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
(باب 223 - العلة التي من أجلها أوجب الله على أهل الكبائر النار) 1 - حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن علي بن حسان الواسطي عن عمه عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الكبائر سبع، فينا أنزلت ومنا استحلت فأولها الشريك بالله العظيم وقتل النفس التي حرم الله قتلها وأكل مال اليتيم وعقوق الوالدين وقذف المحصنة والفرار من الزحف وانكار حقنا، واما الشرك بالله فقد انزل الله فينا ما انزل، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله فينا ما قال، فكذبوا الله ورسوله، وأشركوا بالله، وأما قتل النفس التي حرم