عن الحسن بن محبوب عن خالد بن حريز عن أبي الربيع الشامي عن أبي عبد الله (ع) قال: إن آدم (ع) لما هبط من الجنة أشتهي من ثمارها، فأنزل الله تبارك وتعالى عليه قضيبين من عنب فغرسهما، فلما أورقا وأثمرا وبلغا جاء إبليس فحاط عليهما حائطا، فقال له آدم: مالك يا ملعون؟ فقال له إبليس: انهما لي، فقال:
كذبت، فرضيا بينهما بروح القدس، فلما انتهيا إليه فقبض آدم عليه السلام قبضته فأخذ روح القدس شيئا من نار فرمى بها عليهما فالتهبت في أغصانهما حتى ظن آدم انه لم يبق منها شئ إلا احترق وظن إبليس مثل ذلك.
قال: فدخلت النار حيث دخلت وقد ذهب منهما ثلثاهما وبقي الثلث فقال الروح، أما ما ذهب منهما فحظ لإبليس وما بقي فلك يا آدم.
2 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمذاني رضي الله عنه قال: حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن إسماعيل بن مرار عن يونس بن عبد الرحمن عن العلا عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (ع) قال: كان أبي عليه السلام يقول إن نوحا عليه السلام حين أمر بالغرس كان إبليس إلى جانبه، فلما أراد أن يغرس العنب قال: هذه الشجرة لي، فقال له نوح عليه السلام: كذبت، فقال إبليس، فما لي منها، فقال نوح لك الثلثان، فمن هنا طاب الطلاء على الثلث.
3 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن شاذان بن أحمد بن عثمان البراوذي، قال:
حدثنا أبو علي محمد بن محمد بن الحارث بن سفيان الحافظ السمرقندي قال: حدثنا صالح بن سعيد الترمذي عن عبد المنعم بن إدريس عن أبيه عن وهب بن منبه اليماني قال: لما خرج نوح (ع) من السفينة غرس قضبانا كانت معه في السفينة من النخل والأعناب وساير التمار فأطعمت من ساعتها، وكانت معه حبلة العنب، وكانت آخر شئ أخرج حبلة العنب فلم يجدها نوح وكان إبليس قد أخذها فنهض نوح عليه السلام ليدخل السفينة فيلتمسها، فقال له الملك الذي معه اجلس: يا نبي الله ستؤتى بها فجلس نوح (ع) فقال له الملك: ان لك فيها شريكا في عصيرها فأحسن مشاركته