الغرض فيها هو المرض الكائن من ورم بارد بل حسبوا ان هذه العلة هي نفس النسيان وعلى ان بعض الأطباء يسمى ليثرغس كل ورم بارد في الدماغ سوداويا كان أو بلغميا الا أن أكثر المتقدمين يخصون بهذا الاسم البلغمي ولك ان تسمى به كليهما ومادة هذه العلة قريبة من مادة السدر لكنها أشد استحكاما وهذه العلة تتولد عن كل ما يولد خلطا بلغميا وفيه تبخير ولذلك كثيرا ما تتولد عن أكل البصل وتتولد عن التخمة الكثيرة وكثرة الشرب وكثرة أكل الفواكه (العلامة) صداع خفيف وحمى لينة فإنه لابد من الحمى في كل ورم عن خلط عفن وبذلك بفارق السبات لكنها تكون لينة لان المادة بلغمية وهذه الحمى ربما لم يحس بها ويكون معها سبات ثقيل كلما يفتح صاحبه العين يغمض ويكون معها نسيان ونفس متخلخل بطئ جدا ضعيف وكله مع ضيق يسير وبزاق وكثرة تثاؤب وفتح فم وضمه وربما بقى فمه بعد التثاؤب ونحوه مفتوحا لنسيانه انه يجب أن يضم أو لكسله عنه وان أراده ويكون به فواق لمشاركة المعدة وبياض في اللسان وكسل عن الجواب وعن حركة الأجفان واختلاط عقل ويكون البراز في الأكثر رطبا وان جف جف جفافا معتدلا والبول كبول الحمير وربما عرض لهم الارتعاش وعرق الأطراف وهم بخلاف أصحاب قرانيطس يتصدعون ويكون النبض عظيما متفاوتا بطيا زلزليا متموجا بنبض ذات الرئة أشبه لكنه أقل عرضا وطولا وأبطأ وأشد تفاوتا وأقل اختلافا لان تأذى القلب به أقل ويقع في نبضه الواقع في الوسط أكثر لان القوة الحيوانية فيه أسلم والحمى معه أقل لبعده من القلب وسباته أكثر لان المادة ههنا في نفس الدماغ وفي ذات الرئة متصاعدة من ورم الرئة وأما ان قيل للسوداوي انه ليثرغس فعلامته ان الوجع يكون أشد ويكون معه ضجر وهذيان وتكون العين مفتوحة مبهوتة وإذا كان الليثرغس في جوهر الدماغ كان السبات أشد وعسر الحركات أكثر وبياض اللسان فيه شديدا جدا والعين إلى الجحوظ وعسر الحركة والوجع إلى الرخاوة وان كان في الحجاب كان الوجع أشد والحركات أخف ويقع فيه كثيرا احتباس البول للنسيان ولضعف العضل المبولة ومن علامات مصير الانسان إلى ليثرغس كثرة اختلاج رأسه مع كسل وثقل وإذا اشتدت اعراض ليثرغس وكثر العرق جدا فهو قاتل لاسقاط العرق للقوة وإذا اتسع النفس وجاد وانحطت الاعراض فهو إلى السلامة وخصوصا ان ظهرت أورام خلف الاذن فان كثيرا من بحراناته تكون بها (العلاج) ان لم يعق عائق فصدت أولا ثم استعملت الحقن الحارة وجذبت المواد إلى أسفل وقيأته بريشة لطختها خردلا وعسلا وأسكنته بيتا مضيئا ومنعته الاستغراق في السبات ملحا عليه بالانتباه ومنعت المادة في أول الامر بدهن الورد والخل ثم بعد يومين من ابتدائه تخلط به جندبيدستر وتجعل الخل خل العنصل ولم تسقه الماء البارد الا قليلا وفي الابتداء خاصة وعند الانتهاء وخاصة في آخره تمنعه ذلك منعا ثم يمرخ البدن بزيت ونطرون وبزر الأنجرة وبزر المازريون وفلفل وعاقر قرحا وما أشبهه وتستعمل النطولات القوية التحليل والشمومات والعطوسات وغراغر ملطفة فيها حاشا وزوفا وفودنج وصعتر وغراغر بعسل وعنصل وسائر ما علمته في القانون وإذا استعملت العنصل على رأسه خصوصا الرطب انتفع به جدا ويستعمل أيضا سائر المحمرات على الرأس ولطوخ الخردل وتديم دلك أطرافه وتغمزها حتى تحمر وتتألم فإنه عظيم
(٥١)