واما أبوالهم فتكون مائلة إلى الرقة واللطافة واما نبضهم فيكون صلبا بسبب كون الورم في عضو عصبي صعب لصلابة العرق وضعف القوة مضغوطا للمادة في نبضهم قوة ما الا أن يقاربوا الخطر لان اليبس يجمع ويشتد ويكون آخر الانقباض وأول الانبساط أسرع ولا تخلو منشاريته عن موجية ما لان الدماغ جوهر رطب وقد يعرض لنبضهم ان يعرض مرارا أو يعظم للحاجة وان يتواتر وان يختلف في اجزاء الوضع ويرتعش وذلك مما ينذر بغشي اللهم الا أن يكون جنسا من الاختلاف والارتعاش والارتعاد توجبه صلابة العرق وقوة القوة فلا ينذر به وقد يعرض للنبض منهم أن يكون تشنجا فينذر بتشنج وإذا رأيت علامات أمراض حادة وحميات صعبة واعتقلت الطبيعة فان ذلك ينذر بسرسام وكانه من المنذرات القوية ويتقدم قرانيطس نسيان للشئ القريب وحرن بلا علة وأحلام رديئة وصداع كثير وثقل وامتلاء ويتقدمه في الأكثر صفار الوجه وسهر طويل ونوم مضطرب وتشتد هذه الاعراض ما دامت المواد تتوجه إلى الدماغ وتدور في عروقه وتترقرق وإذا أقربوا منه وتشرب الدماغ المادة وجدوا ابتداء وجع من خلف الرأس عند القفا وخصوصا في الصفراوي وإذا وقعوا فيها وورم الدماغ تيبست أولا أعينهم يبسا شديدا ثم اخذت تدمع وخصوصا من إحدى العينين ورمصت وكثيرا ما يعرض ان تحمر عروقها حمرة شديدة وربما عقبه قطرات دم من الانف وكثيرا ما يدلكون أعينهم ومالوا إلى سكون وهدو في أكثر البدن الا في اليدين فإنه ربما يعبث بهما ويلقط التبن والزئبر وقد يكون ذلك في الأكثر مع تغميض وقد يكون مع تحديق وضجر وربما كسلوا عن الكلام الفصيح لا يزيدون على تحريك اللسان وربما حدث بهم تقطير بول بمعرفة منهم أو بغير معرفة وهو في الحميات من الدلالات القوية على السرسام الحاضر ويغفلون عن الآلام ان كانت بهم في أعضائهم بل لومس شئ من أعضائهم الألمة بعنف لم يشعروا به ونزيد فنقول إذا وقع الورم في الجانب المقدم أفسد التخيل فأخذوا يلقطون الزئبر من الثياب والتبن ما أشبهه من الحيطان وتخيلوا أشباحا لا وجود لها وان كان إلى الوسط أفسد الفكر فخلط فيما يعلمه ويلفظ الهذيان الكثير وإذا وقع إلى ما يلي خلف نسى ما يراه ويفعله في الحال حتى أنه ربما دعا بالشئ فيقدم إليه فلا يذكر انه طلبه وربما دعا بالطشت ليبول فيه فيقدم إليه فينساه وان اشتمل الورم على الجهات كلها ظهرت هذه العلامات كلها وان تورم معه الدماغ احمر الوجع والعين وجحظت العينان جحوظا شديدا أو احمرتا ان كانت المادة المورمة دما واصفرتا ان كانت المادة المورمة صفراء صرفا واما الكائن من الاختلاط بالمشاركة فيدل عليه وقوعها دفعة وتابعا لسوء حال عضو آخر ونائبا مع نوائب اشتداد ينقص لنقصان في حال غيره وتزيد بزيادتها والكائن عن السرسام الدماغي يحدث قليلا قليلا ويلزم وعلامات السرسام الحقيقي تتقدم ثم يعرض المرض واما الغير الحقيقي فتتقدمه أمراض أعضاء أخرى ثم تظهر علاماته واما الكائن من جهة الحجاب الحاجز وعضلات الصدر فتتقدمه علامات السرسام وذات الجنب من وجع ناخص في الجنب عند التنفس وضيق نفس ونبض منشاري وسعال يابس أولا ثم يربط في الأكثر وينفذ ويكون مع حمى لازمة أكثر حرارتها في نواحي الصدر وفي الحقيقي في نواحي الرأس ويكثر في تمدد الشراسيف إلى فوق ويختص به حس وجع فوق الجمجمة غير شامل
(٤٦)