وإذا كان الشتاء يابسا شماليا ثم عقبه ربيع مطير جنوبي وصيف مطير كثر اسهال الدم وكذلك إذا كان الشتاء جنوبيا والربيع شماليا قليل المطر وخصوصا في الأبدان الرطبة وأبدان النساء وإذا جاء صيف ومد بعد الربيع الشمالي والشتاء الجنوبي كثر الاسهال والسحج وكان سببهما كثرة النوازل وقد يكثر اسهال الدم في البلاد الجنوبية ومع هبوب الجنائب وكثرة الأمطار لتحريكها المواد وارخائها المسام وخصوصا عقيب نوازل مالحة وأما الذي يكون من اسهال الدم بعد اسهال مراري وسحج مراري ومع وجع فهو أردأ وخصوصا إذا سبقت الخراطة ثم جاء دم صرف فان ذلك يدل على أن العلة توغلت في جرم الأمعاء وأما الخراطي فهو عن انجراد ما على وجوه الأمعاء واما المخاطي فهو لرطوبة غليظة فلربما وقع الاختلاف المخاطي في الحميات المركبة وضرب من الحميات سنذكره في بابه وفي الحميات الوبائية وأكثر ما يكون في الوبائية يكون زبديا وأما القشاري فقد يكون عن قروح المعدة ويخرج بالاسهال ولكن لا يكون هناك سحج فهو عن نفس طبقات الأمعاء ويستدل على الغلاظ دائما بالغلظ وفي الأكثر بالكبر وعلى الدقاق بالضد وهذه القشارات تخرج عند القيام ويكون أكثر خروجها عند الحقن الغسالة قال أبقراط الخلفة العتيقة السوداوية لا تبرأ وقال أيضا إذا كان الاستفراغ مثل الماء ثم صار مثل المرهم فهو ردئ وإذا وقع عقيب الاستسقاء اسهال خصوصا الاستسقاء الحادث عن ورم الكبد كان رديئا ويكون ذربا فيسهل عن المائية ولا ينقطع قال كل خلفة تعرض بعد مرض بغتة فهو دليل صوت قريب كما قال وقد يكون الاستسقاء ذرب لا ينقطع ولا يفيد لأنه لا يسهل المائية بل يسهل ما يضعف به البدن وقد يؤدى السحج وقروح الأمعاء إلى الاستسقاء ومن كان به مع المغص كزاز وقئ وفواق وذهول عقل دل على موته وفي كتاب أبقراط من كان به دوسنطاريا وظهر خلف اذنه اليسرى شئ اسود شبيه بالكرسنة واعتراه مع ذلك عطش شديد مات في العشرين لا يتأخر ولا ينجو واعلم أن الحمى الصعبة الدالة على عظم وأيضا سقوط الشهوة الدالة على موت القوة التي في فم المعدة والاسهال الأسود في قروح المعي كل ذلك ردئ وأما الذي يكون من الأمعاء من غير سحج ودم ومن غير سبب من فوقها فيشارك زلق المعدة في الأسباب لكن الكائن عن إذابة القروح فيها أكثر مما في المعدة بل كأنه لا يكون الا فيها فان كانت قلاعية وكانت المادة الفاعلة لها لا تزال تسيل أدى ذلك لا محالة إلى سحج دموي والى اطلاق دم قوى ويشاركها في السبب لزوم قوة من دواء مسهل لفوهات العروق التي لها ولسطحها فيسهل والذي يكون عن ضعف المعي والمعدة فيسمى مادة البطن وأكثر السبب في ذلك ضعف وقروح وذوبان وربما اتفق أن ينفعه شئ من هذا الدم المنصب في البطن فيدل عليه برد الأطراف دفعه بغتة وانتفاخ البطن وسقوط القوة وتأد إلى الغشي وأما الذي يكون عن المعي المستقيم وهو المعي السادس فمنها أن يكون مع وجع ويسمى زحيرا وهو وجع تمددي وانجرادي في المعي المستقيم ومنه ما يكون بلا وجع وسبب الزحير اما ورم حار يسيل منه شئ أو ورم صلب أو ريح أو استرخاء العضلة فتخرج معه المقعدة أو تمدد يعرض وكزاز فيمنع العضلة الحابسة للبراز في نواحي المقعدة عن فعلها أو فضل مالح أو بورقي أو كيموس غليظ
(٤٢٤)