ولضعف دافعتها أو لشدة جاذبتها وقد يعرض في العروق التي فيها اما لضيقها لخلقتها أو يعرض من تقبض ونحوه أو لالتوائها الخلقة واما لسبب ما يجرى فيها وأكثر ما يكون من هذا القبيل يكون في شعب الباب لان المادة السادة يتصل إليها أولا ثم ينقضي عنها إلى فوهات العروق المتشعبة من العرق الطالع وقد خلقت الثفل هناك فلذلك أكثر السدد انما تكون في جانب التقعير وربما أدى الامر إلى أن تحدث سدد في المحدب والسدد إذا كثرت وطال زمانها في الكبد أدت إلى عفونات تحدث حميات والى أورام تؤدى إلى الاستسقاء والى تولد رياح تحدث أوجاعا صعبة وكان السدد من أمهات أمراض الكبد والمادة التي تولد السدة اما خلط يسد لغلظه أو لزوجته أو لكثرته والامتلاء منه واما ورم واما ريح وما كيفية مقبضة وأما ما يذكر من نبات لحم أو ثؤلول أو وقوف شئ على الخلط الغليظ فبعيد أو قليل نادر جدا وذلك لان فوهات الأوردة عصبية لا ينبت على مثلها شئ وهي كثيرة فان نبت لم يعم الجميع على قياس واحد وأما الفاعل للسدة فضعف الهضم والتمييز وضعف الدفع لسوء مزاج حار أو بارد وغير ذلك متولد فيه ومتأد إليه من خارج من هواء وغيره وأما المنفعل الذي هو مادة السدة فالمتناولات الغليظة من اللحمان ومن الطير خاصة ومثل المشتهيات الفاسدة والفحم والجص والأشنان والفطر وأجناس من الكمثرى ومثل الزعرور وما أشبهه والأصل فيه غلظه فإنه ربما كان باردا لطيفا رقيقا فلم يحدث سدة وربما كان حارا غليظا حرارته بحسب غلظه فأورث السدة وقد كنا قلنا فيما سلف ان الشئ ربما كان غليظا بالقياس إلى الكبد وليس غليظا بالقياس إلى ما بعدها إذا انهضم في الكبد كالحنطة العلكة وكثيرا ما تقوى الطبيعة على دفع المواد السادة أو يعينها عليه علاج فيخرج اما في البرازان كانت السدة في الجانب المقعر واما في البول ان كانت السدة في الجانب المحدب وتظهر أخلاط مختلفة غليظة * (العلامات) * جملة علامات السدد أن لا ينجذب الكبد الكيلوس لأنه لا يجد منفذا ولأن القوة الجاذبة لا محالة يصيبها آفة فيلزم ذلك أمران أحدهما فيما يندفع والآخر فيما يحتبس والذي فيما يندفع ان يكون رقيقا كيلوسيا وكثيرا اما الرقة فلان المائية والصفوة لم يجدا طريقا إلى الكبد واما الكيلوسية فلان الكبد لم يكن لها فعل فيها فيحيلها من الكيلوسية إلى الدموية واما الكثرة فلان ما كان من شأنه ان يندفع إلى البراز ثفلا قد انضاف إليه ما كان من شأنه ان ينفذ إلى الكبد فيستحيل كثير منه دما وينفصل كثير منه مائية وينفصل بعض منه صفراء وبعضه سوداء وكل هذا قد انضاف إلى ما كان من شأنه ان يبرز برازا فكثر ضرورة واما الذي يلزم فيما احتبس فيه فالثقل المحسوس في ناحية الكبد وذلك لان المندفع إلى الكبد إذا حصل فيها قبل ان يندفع عنها إلى غيرها ولو إلى البراز ثانيا وان كان لا يندفع إلى غيره أصلا فإنه يكثر ويمتلئ منه ما ينفذ فيه إلى السد الحابس عن النفوذ ويثقل فكيف إذا كان لا يندفع والثقل لا يكون في الورم أيضا لكنه إذا كان هناك ورم كان الثقل في جنبه الورم فقط ولم يكثر ولم يكن شديدا جدا لكن الوجع يكون أشد منه وفي السدد الخالصة التي لا يكون معها سبب آخر لا يكون وجع شديد فان كان فشئ قليل ولا يكون حمى وقد يدل على الورم دلائل الورم وما يخرج من جانب البول والبراز وغير ذلك مما يقال في باب الأورام وصاحب الكبد يكون قليل الدم فاسد
(٣٦٤)