بالليف المتطاول إذا تقاصر وعليه غشاء من ليف مستعرض ليسهل به الدفع إلى تحت فإنك تعلم أن الدفع انما يتأتى بالليف المستعرض وفيه لحميد ظاهرة وبعمل الطبقتين جميعا يتم الازدراد أعني بما يجذب ليف بما يعصر ليف وقد يعسر الازدراد على من يشق مريئه طولا حين يعدم الجاذب المعين بالخط القئ يتم بالطبقة الخارجة وحدها فذلك هو أعسر وموضعه على الفقار الذي في العنق على الاستقامة في حرز وثافة وينحدر معه زوج عصب من الدماغ وإذا حاذى الفقرة الرابعة من فقار الصلب المنسوبة إلى الصدر ثم جاوزها ينحى يسيرا إلى اليمين توسيعا لمكان العرق الآتي من القلب ثم ينحدر على الفقارات الثمانية الباقية حتى إذا وافى الحجاب ارتبط به بربط يشيله يسيرا لئلا يضغط ما يمر فيه من العرق الكبير وليكون نزول العصب معه على تعريج يؤمنه آفة الامتداد المستقيم عند ثقل يصيب المعدة فإذا جاوز الحجاب مال مرة إلى اليسار على ما كان مال إلى اليمين وذلك العود إلى اليسار يكون إذا جاوزا الفقرة العاشرة إلى الحادية عشرة والثانية عشر ثم يستعرض بعد النفوذ في الحجاب وينبسج متوسعا متصورا في المعدة وبعد المرئ جرم المعدة المنفسح وخلقت بطانة المرئ أوسع وأثخن من أول الأمعاء لأنه منفذ للصلب وبطانة المعدة متوسطة وألينها عند فم المعدة ثم هي في المعي ألين وانما أليس باطنه غشاء ممتدا إلى آخر المعدة آتيا من الغشاء المجلل للفم ليكون الجذب متصلا وليعين على إشالة الحنجرة إلى فوق عند الازدراد بامتداد المرئ إلى أسفل وإذا حققت فان المرئ جزء من المعدة يتسع إليها بالتدريج وطبقتاه كطبقتي المعدة أدخلهما أشبه بالأغشية والى الطول وأخرجهما لحمى غليظ عرضي الليف أكثر لحمية مما للمعدة لكنه منه في وضعه واتصاله وأما أول الأمعاء فليس بجزء من المعدة بل شئ متصل بها من قريب ولذلك ليس يتدرج إليه الضيق ولا طبقاته نحو طبقات المعدة ومع ذلك فان جوهر المرئ أشبه بالعضل وجوهر المعدة أشبه بالعصب وينخرط جزء من المعدة من لدن يتصل بها المرئ ويلقى الحجاب ويتسع من أسفل لان المستقر للطعام في أسفل فيجب أن يكون أوسع وجعل مستديرا لما تعلم فيه من المنفعة مسطحا من ورائه ليحسن لقاؤه الصلب وهو من طبقتين داخلتهما طولية الليف لما تعلم من حاجة الجذب ولذلك تتعاصر المعدة عند الازدراد وترتفع الحنجرة والخارجة مستعرضة الليف لما تعلم من حاجة إلى الدفع وانما جعل الليف الدافع خارجا لان الجذب أول أفعالها وأقربها ثم الدفع يرد بعد بعد ذلك ويتم بالعصر التسلسل في جملة الوعاء ليدفع ما فيها ويخالط الطبقة الباطنة مورب ليعين على الامساك وجعل في الجاذب دون الدافع فلم يخلط بالطبقة الخارجة وأعفى عنه المرئ إذا لم يكن له الاسهال وجميع الطبقة الداخلة عصبي لأنه يلقى أجساما كثيفة وان الخارجة فقرها أكثر لحميد لتكون آخرا فيكون أهضم وفيها أكثر عصبية ليكون أشد حسا ويأتيها من عصب الدماغ شعبة تفيدها الحس لتشعر بالجوع والنقصان ولا يحتاج إلى ذلك سائر ما بعد فم المعدة وانما تحتاج المعدة إلى الحس لأنها تحتاج ان تتنبه إذا خلا البدن عن الغذاء فإنه إذا كان الطرف الأول حساسا كسابا للغذاء لنفسه ولغيره لم يحتج ما بعده إلى ذلك لأنه مكف بتحمل غيره وهذا العصب ينزل من العلو
(٢٨٤)