والنشاستج فان أجابت فوق ثلاث مجالس فلا تخلط بعده مع اللبن شيئا وانقص من اللبن وبالجملة يجب أن لا تزيد الطبيعة في اليوم الليلة على ثلاث ولا تنقص من مرتين فان انتفع بذلك فاسقه ثلاثة أسابيع وقد ذكر بعض المحصلين ان الأجود في سقى لبن الأتن ما كان من دابة ترعى مواضع فيها حشائش ملطفة منقية مع قبض وتجفيف مثل الأفسنتين وغيره والشيح والقيصوم والجعدة والعليق واما لبن الماعز فالأصوب فيه أن يمزج بحليبه شئ من الماء وتحمى الحجارة وتطرح فيه مرارا حتى ينضج وتذهب مائته وهذا أجود هضما من المطبوخ على النار ويراعى أيضا لين الطبيعة لين الطبيعة اللهم الا أن يكون ذرب فيجب ان يجعل فيه طراثيث أو سعال كثير فيجعل فيه كثيراء وزن درهم وان كانت المعدة ضعيفة جعل معه كمون وكراويا واللبن المطبوخ إذا هضمه المسلول فهو له غذاء كاف وإذا حم عليه المسلول فيجب أن يقطعه واما الدوغ فيحتاج إليه عند شدة الحمى وعند الاسهال فهو نافع لهم جدا وأجوده ان يترك الرائب ليلة بعد أخذ الزبد كله في موضع معتدل ثم يمخض من الغد مخضا شديدا حتى يمتزج بعضه ببعض امتزاجا شديدا ثم يؤخذ أقراص من دقيق الحنطة السميذ الجيد الخبز المنقوطة بالمنقط حتى تكون المسماة يرازده بالفارسية ويصب على وزن عشرة دراهم منها وزن ثلاثين درهما من الدوغ ويلعق وفي اليوم الثاني يزاد من الدوغ عشرة وينقص من الخبز وزن درهم يفعل ذلك دائما حتى ينقى المخيض وحده ثم يقلب القصة ان استغنى عن الدوغ وظهرت العافية وانحطت العلة فلا يزال ينقص من الدوغ ويزاد في القرص حتى ينقطع اللبن فان كان ببعضهم ذرب لم يكن بالقاء الحديد المحمى في الدوغ مرارا باس ولنرجع من ههنا إلى شئ ذكر في الأقرباذين وأما أغذيتهم فالمغريات مثل الخبز السميذ والأطرية والجاورسية والأرز أيضا ينقس وينبت اللحم وكشك الشعير الجيد المطبوخ مغر منق وصالح عند شدة الحمى وخصوصا السرطانات المنتوفة الأطراف الكثيرة الغسل بالماء والرماد وخصوصا البقول الباردة والعدس أيضا وما يتخذ بالنشا والخيار والبطيخ قد يسهل النفث وان كانت الحمى خفيفة فلا كالكرنب والهلبون والمنقيات وأما السمك المالح فإنه إذا أكل مرة أو مرتين نفع في التنقية وإذا كانت القرحة خبيثة فاجتنبه وكل مالح فان غذوتهم باللحم فليكن مثل لحوم الطياهيج والدجاج والقنابر والعصافير كلها غير مسمن والأجود أن يطعم شواء ليكون أشد تجفيفا والحاما والأكارع أيضا جيدة للزوجتها والسمك المكبب وإذا اشتهوا المرق فاخلطها بعسل وقد يجوز ادخالهم الحمام قبل الغذاء وبعده إذا لم يكن بأكبادهم سدد فإنه يسمنهم ويقويهم واما ماؤهم الذي يشربونه فليكن ماء المطر وأصحاب السل كثيرا ما يعرض لهم نفث الدم على ما سلف ذكره ومن الأقراص الجيدة لذلك قرص بهذه الصفة * (ونسخته) * يؤخذ طين مختوم ثلاثة دراهم نشأ وطين أرمني وورد أحمر من كل واحد أربعة دراهم كهربا وحب الآس من كل واحد ستة دراهم سرطان محرق وبزر الفرفير من كل واحد عشرة دراهم بسد وكثيراء وطباشير وشاذنج من كل واحد خمسة دراهم صمغ دودي وعصارة السوسن من كل واحد سبعة دراهم يعجن بماء الحمقاء أو الماء الورد الطري ويقرص ويشرب بماء القثاء أو بماء المطر وكثيرا ما يبتلى المسلول بسقوط اللهاة فيقع في نخير وغطيط من قبله وربما احتيج إلى قطعها فاعلم ذلك
(٢٦٠)