بسببها سوء مزاج عالجنا بالضد ومما تشترك فيه المواد المختلفة في الرأس من الرطوبات على مذهب أصحاب الكي ان يكون حيث ينتهى إليه السبابة والخنصر ممسوحا من طرف الانف وحيث ينتهى إليه نصف خيط طوله من الاذن إلى الاذن وليحلق أولا الرأس ولنرجع الآن إلى التفصيل * اما الدم فان كان في البدن كله وكان حصل في الرأس مادة وافرة فصدت القيفال وان كان بعد لم يحصل وهو في الحصول فصدت الأكحل وان خفت الحصول قبل ان يأخذ في الحصول مثل ان يقع سبب جذاب للأخلاط حول الرأس من حر خارجي أو ضربة أو غير ذلك فصدت الباسليق وان شئت ان تجذب أكثر من ذلك فصدت الصافن وحجمت الساق فوق الكعب بشبر وفصدت عروق الرجل وان كان بمشاركة عضو فصدت العرق المشترك لهما ان أردت ان تستفرغ منهما جميعا وكانت الماد قارة وان أردت الجذب إلى ناحية مع استفراغ العضو المشارك فصدت عرفا يشارك العضو المتقدم بالعلة ويقع في خلاف جهة الرأس ثم إذا توجهت نحو الرأس وحده أو كان الدم من أول الامر وحده فيه فما كان واقعا في الحجب الخارجة من القحف على ما سنذكر من الأمراض الجزئية أو كان الوجع محسوسا بقرب الشؤون وأردت علاجا خفيفا فالحجامة عند النقرة وان كان غائرا وكان لا يرجى انجذابه إلى خارج القحف فصدت عرق الجبهة خاصة ان كان الوجع مؤخرا وبعد أخذ الدم يتناول المستفرغات المتخذة من الهليلج وعصارات الفواكه ان بقيت حاجة ويستعمل الحقن وان كانت العلة صعبة مثل سكتة دموية مثلا فصدت من الوداج * وأما المنضجات فان كانت المادة بلغمية فأمهات الأدوية التي تستعمل في انضاجها هي ما فيه تلطيف وتقطيع وتحليل كالمرزنجوش وورق الغار والشيح والقيسوم والإذخر والبابونج وإكليل الملك والشبث والبسفانج والافتيمون وهما أخص بالسوداوية وحاشا وزوفا والفوذنج والسذاب والبرنجاسف وكل ما كتبناه في جداول التحليل والانضاج من الأدوية الحارة وان كان تحصيل التدبير في البلغمي والسوداوي مختلفا بما سنذكره وهذه الأدوية يجب أن يتصاعد في درجاتها بمقدار المادة فان كانت كثيرة الكمية شديدة الكيفية جعلنا الأدوية الحارة قوية في الدرجة الرابعة مثل العاقرقرحا والفربيون وغير ذلك اللهم الا أن يخاف غليان المواد وذلك أن كانت كثيرة جدا وخفنا انها إذا سخنت ازداد حجمها وأوجب تمددا مؤلما أو ورما فهنالك يجب ان نبدأ فنستفرغ منها شيئا ثم نأخذ في انضاج الباقي والأصوب في انضاج الأخلاط اللينة الفجة أن يكون العلاج والتضميد بأدوية معتدلة التسخين وتستعمل الهد والتعصيب لينضج برفق وان كانت قليلة الكمية أو كانت ضعيفة الكيفية اقتصرنا من التي لا كثير تسخين فيها على اللطيفة في الدرجة الأولى وان كانت متوسطة فعلى المتوسطة وان كانت المادة سوداوية لم نقتصر على هذه الأدوية حتى لا يزيد في التخفيف ولا سيما ان كان السوداء غير طبيعي بل حراقيا بل يحتاج في انضاج المادة السوداوية إلى التليين والترطيب لا محالة ثم يعقب بالمنضجات المحللة اللطيفة التحليل التي في الدرجة الثانية والثالثة والأولى أن يجمع الملينة والمرطبة مع الحارة المقطعة المحللة وأما المادة الحارة فانضاجها يجمع قوامها ويفتح مع ذلك ويقطع وهذه هي المبردات المرطبة التي فيها جلاء وغسل
(١٩)