أو كانت مندفعة من المعدة أو الكبد أو من بعض أعضاء الصدر إلى بعضها ومتولدة فيها وقد تكون بسبب انحلال الفرد وبسبب الأورام والسدد في الحجاب أو في الرئة أو الحلقوم وجميع المواضع القابلة لهذه المواد والآفات من الرئة والحجاب الحاجز وحجاب ما بين القلب والرئة واما الأسباب السابقة فالامتلاء وتقدم أسباب بدنية للأسباب الواصلة المذكورة وأما السعال الكائن بالمشاركة فمثل الذي يكون بمشاركة البدن كله في الحميات خصوصا مع حمى محرقة أو حمى يوم تعبية ونحوها أو وبائية أو بمشاركة البدن بغير حمى والسعال منه يابس ومنه رطب واليابس هو الذي لا نفث معه ويكون اما لسوء مزاج حار أو بارد أو يابس مفرد وقد يكون في ابتداء حدوث الأورام الحارة في نواحي الصدر إلى أن ينضج وقد يكون مع الورم الصلب سعال يابس جدا وقد يكون لأورام الكبد في نواحي المعاليق وفي الأحيان لأورام الطحال وقد يكون لمدة تملأ فضاء الصدر فلا تندفع الا بالسعال (واعلم) أنه ربما خرج من السعال شئ حجري مثل حمص أو برد وسببه خلط غليظ تحجره فيه الحرارة وقد شهد به الإسكندر وشهد به فواس وذكر انه خرج من هذا الصنف في النفث ونحن أيضا قد شاهدنا ذلك والسعال الملح كثيرا ما يؤدى إلى نفث الدم وقد يكثر السعال في الشتاء وفي الربيع الشتوي وربما كثر في الربيع المعتدل ويكثر عند هبوب الشمال وإذا كان الصنف شماليا قليل المطر وكان الخريف جنوبيا مطيرا كثر السعال في الشتاء * (العلامات) * اما علامة السعال البارد فتبريده مع البرد ونقصانه مع نقصان البرد مع الحر ورصاصية الوجه وقلة العطش وربما كان مع البرد نزلة فيحس نزول شئ إلى الصدر وامتداده في الحلق ويقل مع جذب المادة إلى الانف وتلقي ما ينزل إلى الحلق بالتنحنح ويرى علامات النزلة من دغدغة في مجاري النزلة وتمدد فيما يلي الجبهة وسدة في المنخرين وغير ذلك وأن لا ينفث في أول الامر ثم ينفث شيئا بلغميا نيئا ثم إلى صفرة وخضرة وربما كان مع ذلك حمى وعلامة الحار التهاب عطش وسكون بالهواء البارد أكثر من سكونه بالماء وحمرة وجه وعظم نبض وعلامات الرطب رطوبة جوهر الرئة وعروضه للمشايخ والمرطوبين كثرة الخرخرة وخصوصا في النوم وبعده وعلامة اليابس ازدياده مع الحركة والجوع وخفته عند السكون والشبع والاستحمام وشرب المرطبات وعلامة الساذج في جميع ذلك أن لا يكون نفث البتة وعلامة الذي مع المادة النفث ويدل على جنس المادة جنس النفث وعلامة ما يكون عن الأورام ونحوها وجود علامات ذات الجنب وذات الرئة الحارين والباردين وغير ذلك مما نذكره في بابه وعلامة ما يكون من التقيح علامات التقيح التي نذكرها ووجع ويبس وكثيرا ما يكون رطبا وعلامة ما يكون من القروح علامات ذكرت في باب قروح الرئة من نفث خشكريشة أو قيح أو طائفة من جرم الرئة وحلق القصبة وكونه بعد نوازل أكالة وبعد نفث الدم والأورام وأكثر اليابس يكون إذا كان هناك مادة لضعف الدافعة للنقاء كما تعلم في بابه وعلامة ما يكون بالمشاركة اما مشاركة المعدة فيما يعرف من دلائل أمراض المعدة ويزيد السعال مع تزيد الحال الموجبة له في المعدة كان امتلاء أو خلاء وبحسب الأغذية وأكثر ذلك يهيج عند الامتلاء وعند الهضم والكائن بمشاركة الكبد فيعلم بعلامات الكبد وإذا كان الورم حارا لم يكن بد من حمى فان لم يكن حارا لم يكن بد من ثقل ثم تأمل سائر الدلائل التي تعلمها
(٢٢٩)