كان دون ذلك فهو أسلم وأشده ما كان في الفقرة الأولى فإنه أشد واحد ومن باب المجاور ما يكون بسبب الديدان وقد ذكرناه في باب عسر الازدراد وأما اقسام الورم بحسب الأعضاء المتورمة فهي أربعة فإنها اما ان يكون الورم في العضلات الخارجة عن الحنجرة المائلة إلى قدام والى أسفل حتى يكون الورم يظهر وتظهر حمرته في مقدم العنق أو الصدر أو القص أو يكون في العضلات الخارجة عنها ولكن في التي إلى خلف وفي عضلات المرئ حتى يكون الورم ولونه يظهر في داخل الفم وربما تأدى إلى الفقار والنخاع بالمشاركة أو يكون في العضلات الباطنة من المرئ وما يليه فيضيق النفس بالمجاورة ولا يظهر للحس أو يكون في العضلات الباطنة من الحنجرة وفي الغشاء المستبطن لها وهو شر الأربعة وهو لا يظهر للحس أيضا وقد يجتمع من هذه الأورام عدة اثنان أو ثلاثة وسبب هذه الأورام سبب سائر الأورام وربما كان لبعض الأغذية خاصية في احداث هذه الأورام كالحندقوقي وقيل إن ترياقه الخس أو الهندبا وربما لم يكن السبب الامتلائي في البدن كله بل كان البدن نقيا وانما فضلت الفضلة في الأعضاء المجاورة لأعضاء الحلق فأحدثت ورما وقد يقسم هذا الورم فيقال منه ظاهر للحس خارج ومنه ظاهر للحس إذا تأمل باطن الحلق داخلا ومنه ما لا يظهر للحس فمنه في المرئ ومنه في داخل الحنجرة وانما يتأمل ذلك بدلع اللسان بعد فغر الفم بشدة مع غمز اللسان إلى أسفل وقد تعرض هذه الأورام من الدم وقد تعرض من المرة الصفراء وقد تعرض من البلغم وأكثر خنقه باطباق العضل مرخيا والبلغمي سليم وبرؤه سريع سهل وربما تطاول أربعين يوما ومن البلغمي ما تولده من بلغم لزج غليظ بارد ومنه ما تولده من بلغم لطيف حار ومثل هذا البلغم إذا نزل من الرأس وهو انما يكون من الرأس في أكثر الامر فإنه يتمكن إلى العضلات السفلى من الحنجرة والذي من البلغم الغليظ فيكون في عضلات أعلى الحنجرة لثقله وقلة نفوذه وقلما يعرض من السوداء وقال بعضهم انه لا يعرض البتة لان السوداء يقل انصبابها من عضو إلى عضو دفعة ولكنه لا يبعد مع ندور ذلك أن يعرض دفعة أو قليلا قليلا ثم يختنق وربما كان انتقالا من الورم الحار وعلى كل حال فهو ردئ وكل ورم خناقي فاما ان يقتل واما ان تنتقل مادته واما ان يجمع ويقيح وقد يرم داخل القصبة لكنه لا يبلغ ان يخنق والخناق الردئ المحوج إلى إدامة فتح الفم ودلع اللسان يسمى الكلبي فتارة يقال ذلك للكائن في العضل الداخل في الحنجرة وتارة يقال للواقع في صنفي العضل معا وتارة يقال للذي يعرض من زوال الفقار وقد ينتقل الخناق إلى ذات الرئة إذا اندفعت المادة إلى الرئة وقد ينتقل إلى التشنج إذا اندفعت المادة إلى جهة الأعصاب وقد تنصب إلى ناحية القلب فتقتل وقد تنصب إلى ناحية المعدة وكل مخنوق يموت فإنه يتشنج أولا والخناق الكلبي قد يقتل فيما بين اليوم الأول والرابع وقد تكثر الخوانيق وأشباهها في الربيع الشتوي وإذا اشتد الخناق جعل النفس منخريا يستعان فيه بتحريك الورقة (نخ الروئة واصلها الرئة) وأحوج كثيرا إلى تحريك الصدر مع الورقة والى اسراع وتواتر ان أعانت القوة ولم يكن لنفسهم نفخة وقد يعرض الاختناق في الحميات المطبقة وربما انذر فيها بجدري وكذلك وجع الحلق فيها وان لم يكن خناقا وعروض الاختناق في الحميات الحادة ردئ جدا لان الحاجة فيها إلى لنفس شديدة
(١٩٩)