ذلك الريح تنقل الأتربة الملوثة بالبراز إلى طعام الجنود.
فلهذا يجب إزالة جميع القاذورات من حول الإنسان ودفن المواد البرازية ونحوها دفنا جيدا أو إبادتها بأي طريقة بحيث تأمن وقوف الذباب عليها وانتقاله إلينا وأحسن الطرق حرق القاذورات أو وضع الفنيك أو الفورمالين عليها.
وإذا وقع الذباب على الأعين وجب طرده في الحال وإذا وقف على الطعام أو سقط في الشراب فالأسلم تطهيرهما بالنار وكلما كثر الذباب وجب السعي في إبادته بقدر الإمكان. وأعلم أن الذبابة الواحدة تضع نحو " 900 " بيضة وحياتها لا تتجاوز ثلاثة أسابيع.
أما ما رواه البخاري عن أبي هريرة من أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه فإن في أحد جناحيه شفاء وفي الآخر داء) فهذا حديث مشكل وإن كان سنده صحيحا فكم في الصحيحين من أحاديث اتضح لعلماء الحديث غلط الرواة فيها كحديث " خلق الله التربة يوم السبت " مثلا وغيره مما ذكره المحققون.
وكم فيهما من أحاديث لم يأخذ بها الأئمة في مذاهبهم فليس ورود هذا الحديث في البخاري دليلا قاطعا على أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قاله:
بلفظه مع منافاته للعلم وعدم إمكان تأويله على أن مضمونه يناقض حديث أبي هريرة وميمونة وهو أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سئل عن الفأرة تقع في السمن فقال: (إن كان جامدا فاطرحوها وكلوا الباقي وإن كان ذائبا فأريقوه أو لا تقربوه) فالذي يقول ذلك لا يبيح أكل الشئ.
إذا وقع فيه الذباب فإن ضرر كل من الذباب والفئران عظيم على أن