إنه أمر أمته بغمس الذباب بالطعام والشراب مما يتنافى مع أخلاق النبوة بل مع أبسط ما تواطأت عليه النفوس الكريمة وعافته الطباع السليمة واستخبثته نفوس العرب في الجاهلية والإسلام، وها هم المسلمون اليوم في مشارق الأرض ومغاربها لا يقيمون وزنا لحديث الذباب ولا يغمسونه في طعامهم إلا من أعمى الله بصيرته من المتعصبين وفي ما يلي نص الحديث:
أخرج البخاري بسنده عن أبي هريرة يقول: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في إحدى جناحيه داء والأخرى شفاء) (1) وأورده ثانية في نفس الباب من كتاب الطب في صحيحه بلفظ (في إناء أحدكم) (2) بدلا من شراب أحدكم ورواه أبو داود في كتاب الأطعمة من سننه بلفظ " فأمغلوه " بدلا من فليغمسه وزاد (وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء) (3) وزاد أحمد في المسند في بعض رواياته من مسند أبي هريرة " وإنه يقدم الداء " (4).
قلت: لا نستطيع أن نأتي على شئ بأفضل مما نقل فضيلة الأستاذ محمد عبد العزيز الخولي معلق كتاب سبل السلام للصنعاني في شرح بلوغ المرام للعسقلاني تعليقا عن الطبيب محمد توفيق صدقي العالم المتدين في كتابه سنن الكائنات ص 162 ج 1 هذا نصه:
" لا يخفى أن عادة الذباب أن يجتمع على القاذورات والنجاسات ثم ينتقل منها إلى طعام الإنسان أو يسقط في شرابه أو يقف فوق عينيه وبذلك