أصحاب الشأن.
ولكن من أين لنا أن نؤمن بحذف ما خرج من الدين مخرج الضرورة وبالأخص قبل أن يثبت في أذهان المسلمين جميعهم بالضرورة وإلا فبالتالي اغتياله وذبحه بلا سكين ودفنه بلا غسل ولا كفن وخير القبور الدواثر!!!
وخصوصا بعد إقصاء أو موت حملته إذ أصبح المسلمون عيالا معترين يلتمسون الحق من أبي هريرة والبخاري فيعطون كثيرا من الرخيص ويمنعون النفيس وهكذا يصنع بالدين ويفترق المسلمون.
وأنت تعجب عندما تسمع البخاري يقول: ما أدخلت في كتاب الجامع إلا ما صح وتركت من الصحاح لطول الملال (1) كما رواه ابن الصلاح في المقدمة، وتزداد عجبا عندما تطلع على اسم صحيح البخاري الذي سماه به كما ذكر ابن الصلاح في المقدمة قال: " اسمه الذي سماه به وهو الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسننه وأيامه " (2).
فتجد أنه نحى عن صحيحه نحوا من ستة وتسعين ألف حديث واختصر ما شاء أن يختصر وكل ذلك خوف طول الملال على نفسه أو نفوس المسلمين، ولم يخف عليهم من الضياع بضياعها ولو أنه طوى صفحا عن حديث التبليغ لما عاتبناه.