وأخرج بن سعد في الحديث آنف الذكر " وربما أتى الصبيان وهم يلعبون بالليل لعبة الغراب فلا يشعرون بشئ حتى يلقي نفسه بينهم ويضرب برجليه فيفزع الصبيان فيفرون " (1) قلت: لم ينس أبو هريرة فنه التشكيلي الذي كان يلعبه في عهد رسول الله بانتحال شخصية المجنون أو المصروع أو المغشي عليه من المس ولم يتغير من ذلك شئ إلا بفارق واحد وهو أنه كان ينتحل ذلك أيام بقائه مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لشبع بطنه، ولكنه بعد أن شبع من مضيرة معاوية وجه دور المجنون إلى الصبيان فأدخله في لعبه الغراب فيفرون فزعا حتى إذا عرفوه أخذوا يضحكون.
وكان يكثر الحكايات المضحكة ليضحك الناس، على أنه هو الذي روى حديث " مضحك الناس " قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار).
وفي رواية " ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك القوم فيكذب ويل له ويل له " رواه الترمذي واللفظ له بسنده عنه وقال: هذا حديث حسن (2) ورواه أبو داود في الأدب باب التشديد في الكذب ورواه النسائي في السنن الكبرى من كتاب التفسير ورواه ابن ماجة في الفتن باب كف اللسان كما ذكر ذلك يوسف الحوت في تحقيقه على صحيح الترمذي (3).
ورواه ابن أبي الدنيا بسنده عنه وبسند حسن كما نص على ذلك