تنتقل جراثيم الأمراض إلى الإنسان وتنتشر بين أفراد هذا النوع ومن أمثلة ذلك وقوفه على عين المصابين بالرمد الصديدي ثم انتقاله إلى الأعين السليمة فتصاب بهذا الرمد ومن أسباب انتشار الحمى التيفودية بشكل وبائي وقوف الذباب على البراز مثلا إذا لم يدفن في الأرض دفنا جيدا فيتلوث الذباب بميكروب التيفود وبعد ذلك يقف على الخبز مثلا ومثل التيفود الهيضة " الكوليرا " والدوسنطاريا.
ومن الذباب ما يلذغ بعض الحيوانات المصابة بالجمرة الخبيثة ثم يأتي إلى الإنسان فيلقحه بها ومنه ما ينتقل بلذغه مرض النوم من شخص إلى آخر ويقال إن البللغري تنقل أيضا بلذغ بعض أنواعه كما سبق ومن المحقق أن حمى ثلاثة الأيام وسبعة الأيام والحمى البسيطة المستمرة في الهند كلها تنتقل بلذغة وحمى الثلاثة الأيام هذه تسمى أيضا باباتتس وسميت بذلك من اسم الذباب الذي يحدثها: (ehleboto uspappatassl).
وميكروب هذه الحميات وراء المجهر على ما يظهر من مضار الذباب أيضا أنه قد يضع بيضه في الجروح أو في الآذان أو في تجاويف الأنف فيفقس هذا البيض ويخرج منه النغف " وهو ما يسمى الآن باليرقات ويشبه الدود " وهذه الديدان تأكل جسم الإنسان وتحدث فيه التهابا شديدا وإذا أصابت جروحه آلمته إيلاما شديدا ويحصل بسببها أيضا التهاب الجروح وحمى وتعوق برء الجرح مدة مديدة حتى أن الجرح لا يشفى إلا إذا خلص منها ومن أنواع هذه الديدان ما يأكل جثة الموتى.
وقد قرر أطباء الانكليز أن من أعظم أسباب استشار الحمى التيفودية بين الجنود في حرب الترنسغال " من سنة 1899 - 1902 " كان الذباب وساعده في