قلت: هذه الفرية أشد زورا من سابقتها باعتبار أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عزل أبا بكر عن التبليغ فليس له أن يؤذن ولا يأمر أحدا بأذان ولا يبعث مؤذنين، ولو أن أحدا أذن فمن عنده وهو لاغي ومردود عليه بل يحرم عليه أن يؤذن لأهل مكة بآيات براءة، ويشهد لذلك ما رواه أحمد في مسنده عن أنس " أن رسول الله بعث ببراءة مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه فلما بلغ ذا الحليفة " قال عفان " لا يبلغها إلا أنا أو رجل من أهل بيتي فبعث بها مع علي " (1).
وما رواه بسنده عن حبشي بن جنادة السلولي قال سمعت رسول الله يقول:
(علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي) (2) أورده عن حبشي خمس مرات من خمسة طرق وإليك أرقام أحاديثها " 17051 - 17052 - 17056 - 17057 - 17058 ".
وأخرج الترمذي في صحيحه بسند حسن عن أنس بن مالك قال:
" بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ببراءة مع أبي بكر ثم دعاه فقال لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي فدعا عليا فأعطاه إياه " (3).
على أن رسول الله عزل أبا بكر عن التبليغ والأمرة وأمر برجوعه بعد أن سار مسيرة ثلاثة أيام وقبل أن يأمر أبا هريرة أن يؤذن للناس وهو بالبحرين.
ويشهد لذلك ما جاء في مسند أحمد عن أبي بكر: " أن النبي بعثه ببراءة لأهل مكة لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ولا يدخل الجنة