" وكان يأكل على سماط معاوية، ويصلي خلف علي، فإذا كان وقت الحرب صعد على ذروة فقيل له في ذلك فيقول: طعام معاوية أدسم، والصلاة خلف علي أقوم، والقعود على هذا الكوم أسلم) ذكر ذلك الشنواني في حاشيته على مختصر ابن أبي جمرة للبخاري وأرسله إرسال المسلمات " (1).
ونقله الشيخ أبو ريا عن كتاب ثمار القلوب في المضاف والمنسوب للثعالبي وربيع الأبرار للزمخشري وشذرات الذهب للعماد الحنبلي والسيرة الحلبية لبرهان الدين الحلبي وروض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار لمحمد بن قاسم بن يعقوب (2).
وعلى رغم هذا كله فإن المرحوم مصطفى السباعي عزا هذا الأثر عن أبي هريرة - في كتابه السنة ومكانتها من التشريع الإسلامي - إلى كتب الشيعة والأدب وهو بصدد الرد على الشيخ أبي ريا هذا نصه:
" أما أنه كان يأكل المضيرة عند معاوية ويصلي وراء علي ويقول ما قال فذلك ترويه الشيعة وكتب الأدب التي لا تعني بصحة الأخبار كالثعالبي والهمذاني " (3).
قلت: قمن أن المرحوم السباعي لم يدرس حياة أبي هريرة دراسة تحليلية ممنهجة، خاضعة لمشرط التشريح العلمي وبعيدة عن التعصب والتقليد، ولم يسبرها في بطون الكتب بل ولا يعلمها قبل وجود النقاد مثل العلامة عبد الحسين شرف الدين وأحمد أمين وأبي ريا، وإنما كان يعلم الجانب الإيجابي الدارج وإلا فهو غلط أو غالط فهذا الشنواني في حاشيته على مختصر أبي جمرة