صحابي على أرض الجحفة، ومحل العتب أنه لم يروه إلا عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة ولقد أورده سبع مرات في مواضع من صحيحه في أربعة منها لم يذكر بعث علي ببرائة ليؤذن بها وفي ثلاث مرات منها ذكره مقطوعا سببه، ومختصرا متنه، ومعلقا سنده، وإليك نصه:
" قال حميد بن عبد الرحمن: ثم أردف رسول الله بعلي بن أبي طالب وأمره أن يؤذن ببراءة. قال أبو هريرة: فأذن معنا علي يوم النحر في أهل منى ببراءة أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان " (1).
تأمل أخي المسلم لم لم يذكر سبب بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي إلا إردافا، وهل هذا إلا تستر على عزل أبي بكر؟ ولم لم يذكر الحديث بطوله، وهل من سبب إلا التستر على أبي هريرة لأنه قال: ناديت حتى صحل صوتي؟.
ولم لم يذكر سند الحديث وإن كان تعليقه هنا بصيغة الجزم الحاكم بصحته، وهل هذا إلا تظاهرة على حق لعلي بمساسه يمس الدين والأمة؟
كما سبقتها تظاهرة ضد رسول الله في حقه بالوصية مست الدين وفرقت المسلمين وأغضبت الله ورسوله وهي رزية يوم الخميس.
اللهم إلا أن يقال خفي على البخاري سبب بعث علي للتبليغ! على أننا نعتقد محالية الخفاء، إذ لو قلنا: كتمه أبو هريرة فقد رواه غيره من الصحابة، ولو قلنا لم يرو له السبب بسند صحيح فهو قول هزيل لأن البخاري ومسلم لم يستوعبا الصحيح في كتابيهما ولم يلتزماه، على أن البخاري قال:
" احفظ مائة ألف حديث صحيح ومائتي ألف حديث غير صحيح " (2) كما