أطاعه منهم.
ولقد ذكر ابن الأثير غيضا من فيض كوارث خير القرون حيث قال:
" أحصي من قتله الحجاج صبرا فكانوا مئة ألف وعشرين ألفا.
وقيل: أن الحجاج مر بخالد بن يزيد بن معاوية وهو يخطر في مشيته فقال رجل لخالد: من هذا؟ قال بخ بخ هذا عمرو بن العاص فسمعها الحجاج فرجع وقال: والله ما يسرني أن العاص ولدني ولكنني ابن الأشياخ من ثقيف والعقائل من قريش وأنا الذي ضربت بسيفي هذا مائة ألف كلهم يشهد أن أباك كان يشرب الخمر ويضمر الكفر ثم ولى وهو يقول: بخ بخ عمرو بن العاص، فهو قد اعترف في بعض أيامه بمئة ألف قتيل على ذنب واحد " (1).
ومن أعجب العجب الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم واللفظ للأول بسنده عن أنس بن مالك عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (ليس من بلد إلا سيطوه الدجال إلا مكة والمدينة ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها..) (2).
قلت: فإذا كان صحيحا أن الملائكة يحرسون مكة والمدينة من الدجال فلم لم يحرسوهما من الحجاج ومسرف بن عقبة، فالأول هدم الكعبة بالمنجنيق حتى أناخها إلى الأرض وقتل أهلها وأخاف أهل المدينة وأذلهم وختم أعناقهم بالرصاص، والثاني كذلك هدم الكعبة المشرفة وأباح أعراض الصحابيات وبنات الصحابة من مهاجرين وأنصار في المدينة ومزق أهلها شر ممزق فماذا عسى أن يفعل الدجال لو دخل مكة والمدينة أكثر مما فعل حجاج عبد الملك