وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون) * (1).
هذه الآيات الكريمة هي التي تقرر بأدق الموازين وأجلي المعادلات من الأفضل فمتى وجد مؤمن في أي عصر من الأعصار يهتدي بهدي القرآن الحكيم ويخشى الله ويتقيه ويؤمن بالغيب ويقيم الصلاة وينفق ن من رزق الله ويؤمن بالكتب السماوية ويوقن بالآخرة فهو أفضل بكثير ممن قصر أو قصر عن هذه المواصفات كائنا من كان، حتى وإن كان القاصر أو المقصر من القرون الإسلام الأولى، بل وإن كان صحابيا ويشهد لذلك من السنة المطهرة ما يلي:
أخرج الحاكم بسنده عن عبد الرحمن بن زيد قال (ذكروا عند عبد الله (أي ابن مسعود) أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإيمانهم قال فقال عبد الله: إن أمر محمد كان بينا لمن رآه والذي لا إله غيره ما آمن مؤمن أفضل من إيمان بغيب ثم قرأ * (ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه - إلى قوله تعالى - يؤمنون بالغيب) *.
قال الحاكم: " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه " (2) وتعقبه الذهبي في التلخيص برمز البخاري ومسلم " خ م " (3) وسكت عليه، ونقله ابن كثير في تفسيره عن ابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم. (4).
1 - سورة البقرة: آية 1 - 5.
2 - المستدرك للحاكم ج 2 ص 260 أول تفسير سورة البقرة.
3 - التلخيص للذهبي على هامش المستدرك ج 2 ص 260.
4 - تفسير ابن كثير ج 1 ص 41. (*)