الحمد لله الذي أخرجني من أم " نتن " أهلها أخبث بلد وأغشه لأمير المؤمنين وأحسدهم على نعمة الله، والله لو ما كانت تأتيني كتب أمير المؤمنين فيهم " يقصد عبد الملك " لجعلتها مثل جوف الحمار أعوادا يعودون بها ورمة قد بليت يقولون منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقبر رسول الله " (1).
ونقل السيوطي عن العسكري حيث قال: " وأول خليفة بخل عبد الملك وكان يسمى " رشح الحجارة " لبخله ويكنى " أبا الذبان " لبخره قال: وهو أول من غدر في الإسلام وأول من نهى عن الكلام بحضرة الخلفاء وأول من نهى عن الأمر بالمعروف " (2).
وذكر الدميري وابن الأثير وغيرهما واللفظ للأول في شأن قتل ابن الزبير أن " الحجاج صلبه منكسا ثم أنزله ودفنه في مقابر اليهود " (3).
ولما هدم الحجاج بيت الله الحرام بالمجانيق كتب إلى عبد الملك ما مضمونه: إن يزيد بن معاوية لما هدم بيت الله أعاد بناءه عبد الله بن الزبير وزاد فيه سبعة أذرع " فأمره عبد الملك بهدمه ورده إلى ما كان عليه آنفا من بناء قريش وعصر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأن يجعل له بابا واحدا ففعل الحجاج ذلك " (4).
والمسلمون يسمون هذه الكارثة " الحصار الثاني " إن قصدوا حصر ابن الزبير وقتله أما إن قصدوا هدم الكعبة المشرفة يسمونها " كارثة هدم الكعبة