الله وإليك وتركت ما كنت عليه وكان أبي إذا خطب فنال من علي رضي الله عنه تلجلج فقلت يا أبه إنك تمضي في خطبتك فإذا أتيت على ذكر علي عرفت منك تقصيرا؟ قال أو فطنت لذلك؟ قلت: نعم فقال: يا بني إن الذين حولنا لو يعلمون من علي ما نعلم لتفرقوا عنا إلى أولاده.
فلما ولي الخلافة لم يكن عنده من الرغبة في الدنيا ما يرتكب هذا الأمر العظيم لأجلها فترك ذلك وكتب بتركه وقرأ عوضه * (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى) * الآية فحل هذا الفعل عند الناس محلا حسنا و أكثروا من مدحه بسببه فمن قول كثير عزة:
- وليت فلم تشتم عليا ولم تخف * بريا ولم تتبع مقالة مجرم - - وتكلمت بالحق المبين وإنما * تبين آيات الهدى بالتكلم - - وصدقت معروف الذي قلت بالذي * فعلت فأضحى راضيا كل مسلم - - ألا إنما يكفي الفتى بعد زيغه * من الأود البادي ثقاف المقوم - فقال عمر حين أنشده هذا الشعر: (أفلحنا إذا) (1).