هكذا أخلاقه أقرنه خير القرون؟ وإنا لله وإنا إليه راجعون.
قرن خير القرون يهدم الكعبة 12 - وفي القرن الذي هو خير القرون وبعد وقعة الحرة التي حرت قلوب المؤمنين - بقتل رجالهم واستباحة أعراضهم وانتهاك حرمات الرسول الأعظم - وجه يزيد بن معاوية جيش الخزي والعار من المدينة المنورة إلى الكعبة المشرفة فنصب المجانيق على مكة والمسجد الحرام من الجبال والفجاج دون التفاتة إلى حلال أو حرام نابذين قول الله: * (ومن دخله كان آمنا) * (1) وراء ظهورهم بل المسجد الحرام نفسه لم يعد آمنا فضلا عمن دخل فيه أو تعلق بأستاره فأمر الحصين بن نمير السكوني جيشه بقصفه فتواردت الأحجار تقذف الكعبة المشرفة بلا دين ولا وازع من ضمير، ولقد وصف المسعودي تلك الكارثة بقوله (ورمى - أي الحصين - مع الأحجار بالنار والنفط ومشاقات الكتان وغير ذلك من المحرقات وانهدمت الكعبة واحترقت البنية ووقعت صاعقة فاحترق من أصحاب المجانيق أحد عشر رجلا وقيل أكثر من ذلك، وذلك يوم السبت لثلاث خلون من شهر ربيع الأول من السنة المذكورة (أي سنة أربع وستين) قبل وفاة يزيد بأحد عشر يوما واشتد الأمر على أهل مكة وابن الزبير واتصل الأذى بالأحجار والنار والسيف ففي ذلك يقول أبو وجزة المديني:
- ابن نمير بئس ما تولى * قد أحرق المقام والمصلى - (2) ونقل السيوطي عن الذهبي قوله: " واحترقت من شرارة نيرانهم أستار