البغدادي الشافعي صاحب كتاب الفرق بين الفرق وكذلك تكلم الحافظ البيهقي بما يؤول إلى هذا المذهب وعليه فالحديث معلول من ثلاث جهات مرسل ومعضل ومنقطع إلا أنه له أصل في صحيح مسلم بسنده عن أبي بردة عن أبيه وفي مسند أحمد بسنده عن أبي موسى واللفظ للأول أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:
(النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون) (1).
استدل أخوتنا أهل السنة بهذا الحديث على أن الصحابة هم صمام أمان الأمة من الضياع والضلال والفتن، وباعتبار أنه يمنح الصحابة نوعا من الفضيلة لتشمل جميعهم فيلزم علينا أن نمنحهم نوعا من العدالة فبها تقبل الرواية والشهادة من جميعهم حتى وإن غرق بعضهم في عين بحر الفسق وخوارم المروءة، فتبانوا في حالهم وقالهم: على هذا المسار من يومهم ذاك وإلى يومنا هذا.
أقول: إذا أردنا أن نعتذر عن حديث مسلم (أصحابي أمنة لأمتي) لا نستطيع أن نجد له واقعا إلا إذا أرجعنا الحديث إلى أصله وهو (أهل بيتي أمنة لأمتي) ونستأنس بما لم يستبعده الشيخ المظفر في دلائل الصدق وهو في مقام الرد على الفضل بل ليس القضية عدم استبعاد وإنما هي حقيقية بدليل حديث ابن عباس عند الحاكم قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):