والثالث أتباعهم وهذا الأخير هو الصحيح في رأي النووي) أه بتصرف (1).
قلت: إن الأقوال الأربعة الأولى هي الأقرب إلى المراد باعتبار الواقع.
وعليه فإن قلنا بمذهب الحسن ومن حذا حذوه فإن القرن الأول المراد من الحديث ينتهي بزمن يقرب من زمن وفاة أبي طالب وخديجة (عليها السلام) والثاني ينتهي بوفاته (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليه فمدة نبوته قرنان وشئ، وإن قلنا بمذهب من قال القرن المراد عشرون سنة فإن قرنه (صلى الله عليه وآله وسلم) ينهي بموته فتكون مدة نبوته قرنا وشئ، وأن قلنا بمذهب ابن الاعرابي - وباعتبار أن قوله يلتقي مع أصحاب المذهب الرابع فكلاهما لا يتأخر عن فترة حياته (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليهما - ينتهي قرنه بانتهاء حياته ولحاقه بالرفيق الأعلى.
3 - هذا كله إن قبل أخوتنا أهل السنة اعتذارنا عن الحديث وتخليصه مما يرد عليه، وبالفعل فإن اختيارنا لمذهب الحسن ومن معه وما يقرب منه كل ذلك يجعل الحديث بمنأى عن المساس وإلا فالواقع يكذبه حالا وإن سكتنا عنه مقالا، وإليك الدليل الواقعي والمنطقي في الفقرتين التاليتين:
أ - لو سلمنا جدلا بأن المراد بالقرن في الحديث مئة عام، أو الصحابة ما بقي منهم ولو فرد واحد، وعممنا الحكم بأفضلية وعدالة كل فرد منهم على كل فرد من القرون اللاحقة، فإنه يجب أن نعمم على كل فرد من أفراد القرن الرابع الهجري فما دون بأنه يخون ولا يؤتمن وينذر ولا يفي ويمينه يسبق شهادته وشهادته يمينه كما هو موجود في عجز الحديث (خير الناس