الصحابة - هو غلط زلت به أقدام القوم لتبرئة الصحابة حتى ولو على حساب معاني الحروف الموضوعة لها والمتقومة بغيرها في سياق الجمل لإبراز المعنى المراد، وحتى ولو على حساب مزاحمة الكتاب والسنة وإليك مثال الحرف " من " لبيان الجنس:
قال الزركشي في البرهان: " وقيل هي أن يذكر شيئا تحته أجناس والمراد أحدهما فإذا أردت واحدا منها بينته كقوله تعالى: * (فاجتنبوا الرجس من الأوثان) * (1) وغيرها فلما اقتصر عليه لم يعلم المراد فلما صرح بذكر الأوثان علم أنها المراد من الجنس وقرنت ب " من " للبيان فلذلك قيل أنها للجنس وأما اجتناب غيرها فمستفاد من دليل آخر والتقدير اجتنبوا الرجس الذي هو الأوثان أي اجتنبوا الرجس الوثني فهي راجعة إلى معنى الصفة " (2).
فتش يرحمك الله في الآية الكريمة التي نحن بصددها * (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما) * (3) فهل تحس أو تجد أجناسا يريد الله أن يبين منها الجنس المراد؟ وهو الصحابة أجمعين؟
ثم إذا كانت " من " للبيان هنا فهي تحصيل حاصل لأن الذين مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مبينون ومخصوصون بالوصفية والمعية وهم جميع