ثم عرج بي إلى السماء الثانية، فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم فقلت:
ملائكة ربي! هل تعرفوننا حق معرفتنا؟ قالوا: ولم لا نعرفكم وأنتم صفوة الله من خلقه، وخزان علمه، والعروة الوثقى، والحجة العظمى، وأنتم الجنب والجانب وأنتم الكرسي (1) وأصول العلم؟ فاقرأ عليا منا السلام.
ثم عرج بي إلى السماء الثالثة، فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم، فقلت:
ملائكة ربي! تعرفوننا حق معرفتنا؟ قالوا: ولم لا نعرفكم وأنتم باب المقام، وحجة الخصام، وعلي دابة الأرض، وفاصل القضاء، وصاحب العصا، وقسيم النار، غدا وسفينة النجاة من ركبها نجا، ومن تخلف عنها في النار يتردى يوم (2) القيامة، أنتم الدعائم من تخوم (3) (الأقطار والأعمدة، وفساطيط السجاف الأعلى (على) (4) كواهل أنواركم) (5) فلم لا نعرفكم فاقرأ عليا منا السلام.
ثم عرج بي إلى السماء الرابعة فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم، فقلت:
ملائكة ربي! تعرفوننا حق معرفتنا؟
فقالوا: ولم لا نعرفكم وأنتم شجرة النبوة، وبيت الرحمة، ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة، وعليكم ينزل جبرئيل بالوحي من السماء، فاقرأ عليا منا السلام.
ثم عرج بي إلى السماء الخامسة، فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم فقلت: ملائكة ربي! تعرفوننا (حق معرفتنا) (6)؟ فقالوا: ولم لا نعرفكم ونحن نمر عليكم بالغداة والعشي بالعرش، وعليه مكتوب " لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي بن أبي طالب [وليي] (7) ".
فعلمنا عند ذلك أن عليا ولي من أولياء الله تعالى، فاقرأه منا السلام.