يلتفت إلى أن زيادتها توجب التناقض. وما في آخر الحديث على رواية ابن عساكر وغيره من أن أهل بيته آل عباس وآل علي وآل عقيل وآل جعفر يصح جعله تفسيرا لمن حرم الصدقة بعده لا لاحد الثقلين الذي هو شريك القرآن والذي وصف بأنه لا يفارق الكتاب حتى ورود الحوض إذ ليس كل آل عباس وعلي وعقيل بهذه الصفة بعد ما علم صدور أمور منهم تنافي ذلك وتمنع العموم فلا بد ان يراد بعضهم وليس الا الاثني عشر الذين بان تفوقهم على جميع أهل زمانهم وفي المستدرك للحاكم ج 3 ص 533 بسنده عن زيد بن أرقم خرجنا مع رسول الله ص حتى انتهينا إلى غدير خم فامر بدوح فكسح وفي يوما اتى علينا يوم كان أشد حرا منه فحمد الله وأثنى عليه وقال يا أيها الناس انه لم يبعث نبي قط الا ما عاش نصف ما عاش الذي كان قبله واني أوشك ان أدعي فأجيب واني تارك فيكم ما لن تضلوا بعده كتاب الله عز وجل ثم قام فاخذ بيد علي رضي الله تعالى عنه فقال يا أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم قالوا الله ورسوله اعلم قال من كنت مولاه فعلي مولاه. هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه اه وذكره الذهبي في تلخيص المستدرك وقال صحيح. ثم إن المذكور في عدة روايات وردت بمضمون هذا الحديث اني تارك فيكم ما لن تضلوا بعده كتاب الله وعترتي أهل بيتي. وفي هامش نسخة المستدرك المطبوعة على قوله الله ورسوله اعلم ما صورته: سقط من ها هنا هذه العبارة ألست أولى بكم من أنفسكم قالوا بلى اه. وزيد بن أرقم هو الذي قال لعبيد الله بن زياد لما رآه يضرب ثنايا الحسين ع بالقضيب فيما رواه المفيد في الارشاد وكان إلى جانبه وهو شيخ كبير ارفع قضيبك عن هاتين الضفتين فوالله الذي لا اله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله ص عليهما ما لا أحصيه كثرة يقبلهما ثم انتحب باكيا فقال له ابن زياد أبكي الله عينيك أتبكي لفتح الله والله لولا انك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك فنهض زيد بن أرقم من بين يديه وسار إلى منزله. وقال المفيد أيضا: بعث عبيد الله بن زياد برأس الحسين ع فدير به في سكك الكوفة وقبائلها فروي عن زيد بن أرقم انه قال مر به علي وهو على رمح وانا في غرفة لي فلما حاذاني سمعته يقرأ أم حسبت ان أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا، فقف والله شعري وناديت رأسك والله يا ابن رسول الله أعجب واعجب اه.
وروى ابن ديزيل في كتاب صفين قال حدثنا يحيى بن زكريا حدثنا علي بن القاسم عن سعد بن طارق عن عثمان بن القاسم عن زيد بن أرقم عن النبي ص انه قال ألا أدلكم على ما ان تسالمتم عليم لم تهلكوا ان وليكم الله وامامكم علي بن أبي طالب فناصحوه وصدقوه فان جبرائيل اخبرني بذلك.
تحرزه في الرواية في تاريخ ابن عساكر قال له أبو ليلى حدثنا فقال كبرنا ونسينا والحديث عن رسول الله ص شديد ومر قوله لقد كبرت سني وقد عهدي الخ.
اخباره في الاستيعاب ذكر ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال كان زيد بن أرقم يتيما في حجر عبد الله بن رواحة فخرج به معه إلى مؤتة يحمله على حقيبة رحله فسمعه زيد بن أرقم من الليل وهو يتمثل بأبياته التي يقول فيها:
إذا أديتني وحملت رحلي * مسيرة أربع بعد الحساء وجاء المؤمنون وغادروني * بأرض الشام مشتهر الثواء فشأنك فانعمي وخلاك ذم * ولا ارجع إلى أهلي ورائي فبكى زيد بن أرقم فخفقه عبد الله بن رواحة بالدرة وقال ما عليك يا لكع ان يرزقني الله الشهادة وترجع بين شعبتي الرحل ورواه ابن عساكر نحوه ولزيد بن أرقم يقول عبد الله بن رواحة:
يا زيد زيد اليعملات الذبل تطاول الليل هديت فأنزل وقيل بل قال ذلك في غزوة مؤتة لزيد بن حارثة اه وهذا البيت مما يستشهد به علماء النحو. وفي أسد الغابة بسنده: قدم زيد بن أرقم فقال له ابن عباس يستذكره كيف أخبرتني عن لحم أهدي لرسول الله ص وهو حرام قال نعم اهدى له رجل عضوا من لحم صيد فرده وقال انا لا نأكله انا حرم وبسنده عن زيد بن أرقم كنت مع عمي فسمعت عبد الله بن أبي بن سلول يقول لأصحابه لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينقضوا ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فذكرت ذلك لعمي فذكره عمي لرسول الله ص فدعاني النبي ص فحدثته فأرسل إلى عبد الله وأصحابه فحلفوا ما قالوا إلى عبد الله وأصحابه فحلفوا ما قالوا فكذبني رسول الله ص وصدقهم فأصابني شئ لم يصبني مثله قط فجلست في البيت فقال عمي ما أردت إلى أن كذبك رسول الله ص ومقتك فأنزل الله تعالى إذا جاءك المنافقون فبعث إلي رسول الله ص فقرأها علي ثم قال إن الله قد صدقك اه وهذا ينافي ما مر ممن ان أبا بكر هو الذي بشره ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق بعدة طرق نحوه وأورد صاحب الدرجات الرفيعة هذا الخبر بوجه أوفى وأتم فقال كان من خبر ذلك ما ذكره محمد بن إسحاق وغيره من أصحاب السير ان رسول الله ص بلغه ان بني المصطلق يجتمعون لحربه وقائدهم الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية زوج النبي ص فخرج إليهم رسول الله ص حتى لقيهم على ماء من مياههم ويقال له المريسيع من ناحية قديد إلى الساحل فتزاحف الناس واقتتلوا فهزم الله بني المصطلق وقتل من قتل منهم ونفل رسول الله ص أبناءهم ونساءهم فأفاءها عليه فبينما الناس على ذلك الماء إذ وردت واردة الناس ومع عمر بن الخاطب أجير له من بني غفار يقال له جهجاه بن سعيد الغفاري يقود له فرسه فازدحم جهجاه وسنان بن وبرة الجهني حليف بني عوف بن الخزرج على الماء فاقتتلا فصرخ الجهني يا معشر الأنصار وصرخ الغفاري يا معشر المهاجرين وأعان جهجاه الغفاري رجل من المهاجرين يقال له جعل وكان فقيرا وغضب عبد الله بن أبي بن سلول وعنده رهط من قومه فيهم زيد بن أرقم غلام حديث السن فقال ابن أبي افعلوها قد نافرونا وكاثرونا في بلاد والله مثلنا ومثلهم إلا كما قال القائل سمن كلبك يأكلك اما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل يعني بالأعز نفسه وبالأذل رسول الله ص ثم اقبل على من حضره من قومه فقال هذا ما فعلتم بأنفسكم أحللتموها بلادكم وقاسمتموهم أموالكم أما والله لو أمسكتم عن جعال وذويه فضل الطعام لم يركبوا رقابكم ولتحولوا إلى غير بلادكم فلا تنفقوا عليهم حتى ينفضوا من حول محمد فقال زيد بن أرقم أنت والله الذليل القليل المبغض في قومك ومحمد في