يرى لي عليه طاعة ولا حقا وذلك من فعله بي استخفافا بأمرك وتركا لعهدك وكتب شريح بن هانئ سلام عليك فاني احمد إليك الله الذي لا اله الا هو اما بعد فان زياد بن النضر حين أشركته في امرك ووليته جندا من جنودك تنكر واستكبر ومال به العجب والخيلاء والزهو إلى ما لا يرضاه الرب تبارك وتعالى من القول والفعل فان رأى أمير المؤمنين ان يعزله عنا ويبعث مكانه من يحب فانا له كارهون والسلام فكتب إليهما علي ع بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى زياد ابن النضر وشريح بن هانئ سلام عليكما فاني احمد اليكما الله الذي لا اله الا هو اما بعد فاني قد وليت مقدمتي زياد بن النضر وأمرته عليها وشريح على طائفة منها أمير فان أنتما جمعكما باس فزياد بن النضر على الناس وان افترقتما فكل واحد منكما أمير الطائفة التي وليناه أمرها. ثم أوصاهما بوصايا قيمة جليلة من اجل وصايا امراء الجيوش. قال المؤلف كان أمير المؤمنين ع مبتلى بأمثال شريح الذي كان سئ الباطن في حق أمير المؤمنين ع وكان يرد عليه أوامره ويجابهه بالكلام الخشن وكلما أراد عزله عن القضاء صاح أهل الكوفة وا سنة فلان وهو الذي كان السبب في تفرق مدحج لما أحاطوا بقصر ابن زياد حتى مكن له من قتل هانئ ثم سلط الله على شريح الحجاج وقتله وأراد إفساد امر زياد بن النضر عند علي ع فلم يغتر بقوله ودبر الامر أحسن تدبير.
قال نصر في كتاب صفين وذكر نحوه ابن الأثير في الكامل واللفظ للأول ان عليا ع بعث زياد بن النضر وشريح بن هانئ من الكوفة في اثني عشر ألفا مقدمة له وطليعة زياد في ثمانية آلاف وشريح في أربعة فأخذا على شاطئ الفرات من قبل البر مما يلي الكوفة حتى بلغا عانات فبلغهم اخذ معاوية على طريق الجزيرة وبلغهما ان معاوية اقبل في جنود الشام من دمشق لاستقبال علي فقالا والله ما هذا لنا برأي ان نسير وبيننا وبين أمير المؤمنين هذا البحر ما لنا خير ان نلقى جموع أهل الشام بقلة من عددنا منقطعين من العدد والمدد فذهبوا ليعبروا من عانات فمنعهم أهلها وحبسوا عنهم السفن فرجعوا فعبروا من هيت ثم لحقوا عليا بقرية دون قرقيسيا وقد أرادوا أهل عانات فتحصنوا منهم فلما لحقت المقدمة عليا قال مقدمتي تأتي ورائي فأخبراه بما كان فقال أصبتما رشدكما أو قال سددتما فلما عبر الفرات سيرهما أمامه على الحالة التي خرجا عليها من الكوفة فلما انتهيا إلى سور الروم لقيهم أبو الأعور في جند من أهل الشام فأرسلا إلى علي فأخبراه بذلك فأرسل إلى الأشتر ان زيادا وشريحا أرسلا إلي يعلماني انهما لقيا أبا الأعور السلمي في جند من أهل الشام بسور الروم فنبأني الرسول انه تركهم متواقفين فالنجاء إلى أصحابك النجاء فإذا اتيتهم فأنت عليهم واجعل على ميمنتك زيادا وعلي ميسرتك شريحا وكتب إليهما اني أمرت عليكما مالكا فاسمعا له وأطيعاه الخبر.
وروى نصر عن عمر بن سعد عن أبي روف قال زياد بن النضر الحارثي لعبد الله بن بديل بن ورقاء يوم صفين ان يومنا ويومهم ليوم عصيب ما يصبر عليه الا كل مشيع القلب صادق النية رابط الجاش وأيم الله ما أظن ذلك اليوم يبقى منا ومنهم الا الرذال فقال عبد الله بن بديل والله أظن ذلك فقال علي ع ليكن هذا الكلام مخزونا في صدوركما لا تظهراه ولا يسمعه منكما سامع ان الله كتب القتل على قوم والموت على آخرين وكل آتية منيته كما كتب الله والمقتولين في طاعته. وروى نصر ان عليا ع امر زياد بن النضر يوم صفين على مذحج والأشعريين وعدي بن حاتم على طئ وتجمعهم الدعوة مع مذحج وتختلف الرايتان راية مذحج مع زياد بن النضر وراية طئ مع عدي بن حاتم. وروى نصر أيضا ان عليا ع لما كان يخرج الرجل الشريف فيقاتل فيخرج معاوية مثل ذلك ولا يتزاحفون بجميع الفيلق مخافة الاستئصال في جملة من أخرجهم علي بن زياد بن النضر الحارثي.
وروى نصر في كتاب صفين عن عمرو بن شمر عن مجالد عن الشعبي عن زياد بن النضر الحارثي وكان على مقدمة علي ع قال شهدت مع علي بصفين فاقتتلنا ثلاثة أيام وثلاث ليال حتى تكسرت الرماح ونفدت السهام ثم صارت إلى المسايفة فاجتلدنا بها إلى نصف الليل حتى صرنا نحن وأهل الشام في اليوم الثالث يعانق بعضنا بعضا وقد قاتلت ليلتئذ بجميع السلاح فلم يبق شئ من السلاح الا قاتلت به حتى تحاثينا بالتراب وتكادمنا بالأفواه حتى صرنا قياما ينظر بعضنا إلى بعض ما يستطيع واحد من الفريقين ان ينهض إلى صاحبه ولا يقاتل فلما كان نصف الليل من الليلة الثالثة انحاز معاوية وخيله من الصف وغلب علي ع على القتلى تلك الليلة.
وروى نصر قال خرج زياد بن النضر الحارثي يسأل المبارزة فخرج إليه رجل من أهل الشام من بني عقيل فلما عرفه انصرف عنه اه اي لما عرف العقيلي زيادا انصرف عنه خوفا منه.
وروى نصر ان الأشتر مر بزياد بن النضر يوم صفين يحمل في العسكر فقال ما هذا قيل زياد بن النضر استلحم هو وأصحابه في الميمنة فتقدم زياد فرفع رايته لأهل الميمنة فصبروا وقاتل حتى صرع ثم لم يمكثوا الا كلا شئ حتى مروا بيزيد بن قيس محمولا إلى العسكر فقال الأشتر من هذا قالوا يزيد بن قيس لما صرع زياد بن النضر رفع لأهل الميمنة رأيته فقاتل حتى صرع فقال الأشتر هذا والله الصبر الجميل والفعل الكريم.
قال نصر كان مع عمار بن ياسر زياد بن النضر على الخيل فأمره ان يحمل فحمل وصبروا له وبارز يومئذ زياد بن النضر أخا له من بني عامر يعرف بمعاوية بن عمرو العقيلي أمهما هند الزبيدية فانصرف كل واحد منهما عن صاحبه بعد المبارزة سالما.
خبره مع الخوارج قال ابن الأثير في الكامل: لما اجتمع الخوارج بحروراء قالوا البيعة لله عز وجل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلما سمع علي وأصحابه ذلك قامت الشيعة فقالوا له في أعناقنا بيعة ثانية نحن أولياء من واليت وأعداء من عاديت فقالت الخوارج لأهل العراق استبقتم أنتم وأهل الشام إلى الفكر كفرسي رهان بايع أهل الشام معاوية على ما أحبوا وكرهوا وبايعتم أنتم عليا على انكم أولياء من والى وأعداء من عادى فقال لهم زياد بن النضر والله ما بسط علي يده فبايعناه قط الا على كتاب الله وسنة نبيه ولكنكم لما خالفتموه جاءته شيعته فقالوا له نحن أولياء من واليت وأعداء من عاديت ونحن كذلك وهو على الحق والهدى ومن خالفه ضال مضل.
وفي المنتقى من اخبار الأصمعي ص 13 حديث مسند عن الشعبي عن زياد بن النضر الحارثي حاصله ان زياد بن النضر قال كنا على غدير لنا