ملك يتيه الدهر * والدنيا بدولته اختيالا جمع الخلال الصالحات * فلم يدع منها خلالا فإذا بدا للناظرين * رأت عيونهم الكمالا فبقيتم للمسلمين * حمى وللدنيا جمالا وكتب إليه الصالح من قصيدة:
ولعمري ان المناصح في الدين * على الله أجره محسوب وجهاد العدو بالفعل والقول * على كل مسلم مكتوب ولك الرتبة العلية في الأمرين * مذ كنت إذ تشب الحروب أنت فيها الشجاع، ما لك في الطعن * ولا في الضرب يوما ضريب وإذا ما حرضت، فالشاعر المفلق * فيما يقوله، والخطيب وإذا ما أشرت فالحزم لا ينكر * أن التدبير منك نصيب لك رأي يقظان ان ضعف الرائي، * على حاملي الصليب صليب فانهض الآن مسرعا، فبأمثالك * ما زال يدرك المطلوب الق منا رسالة عند نور الدين * ما في القائها ما يريب قل له، دام ملكه، وعليه * من لباس الاقبال برد قشيب أيها العادل الذي هو للدين * شباب، وللحروب شبيب والذي لم يزل قديما عن الاسلام * بالعزم منه تجلى الكروب وغدا منه للفرنج، إذا * لاقوه، يوم من الزمان عصيب ان يرم نزف حقدهم فلا شطان * قناه في كل قلب قليب غيرنا من يقول ما ليس يمضيه * بفعل، وغيرك المكذوب قد كتبنا إليك ما وضح الآن، * بما ذا عن الكتاب تجيب قصدنا، أن يكون منا ومنكم * أجل في مسيرنا مضروب فلدينا من العساكر ما ضاق * بأدناهم الفضاء الرحيب وعلينا أن يستهل على الشام * مكان الغيوث مال صبيب أو تراها مثل العروس، ثراها * كله من دم العدا مخضوب لطنين السيوف من فلق الصبح * على هام أهلها تطريب ولجمع الحشود من كل حصن * سلب مهمل لهم ونهوب وبحول الاله ذاك، ومن * غالب ربي فإنه مغلوب وكتب إليه أيضا:
أيها السائر المجد إلى الشام، * تبارى ركابه والخيول خذ على بلدة بها دار مجد * الدين، لا ريع ربعها المأهول وتعرف أخباره، وأقره منا، * سلاما فيه العتاب يجول قل له: أنت نعم ذخر الصديق * اليوم، لكنك الصديق الملول ما ظننا بان حالك في القرب * ولا البعد بالملال يحول لا كتاب، ولا جواب، ولا قول * به لليقين منا حصول غير انا نواصل الكتب إذا أقصر * منك البر الكريم الوصول ذاكرين الفتح الذي فتح الله * علينا، فالفضل منه جميل جاءنا بعد ما ذكرناه في كتب * أتاكم بهن منا رسول ان بعض الأسطول نال من الإفرنج * ما لا يناله التأميل سار في قلة، وما زال بالله * وصدق النيات ينمى القليل وبقايا الأسطول ليس له بعد * إلى جانب الشام وصول فحوى من عكا وانطرسوس * عدة لم يحط بها التحصيل جمع ديوية، بهم كانت * الإفرنج تسطو على الورى وتصول قيد في وسطهم مقدمهم، يهدى * إلينا، وجيده مغلول بعد مثوى جماعة هلكوا بالسيف * منها الغريق والمغلول هذه نعمة الإله، وتعد * يد أيادي الاله شئ يطول بلغوا قولنا إلى الملك العادل، * فهو المرجو والمأمول قل له: كم تماطل الدين في الكفار، * فاحذر ان يغضب الممطول سر إلى القدس، واحتسب ذاك في * الله، فبالسير منك يشفي الغليل وإذا ما أبططا مسيرك، فالله * إذا حسبنا ونعم الوكيل فاجابه أسامة بقصيدة منها:
يا أمير الجيوش، يا اعدل الحكام * في فعله وفي ما يقول أنت حليت بالمكارم أهل العصر * حتى تعرف المجهول وقسمت الفرنج بالغزو شطرين *: فهذا عان: وهذا قتيل بالغ العبد في النيابة والتحريض، * وهو المفوه المقبول فرأى من عزيمة الغزو ما كادت * له الأرض والجبال تميل وإذا عاقت المقادير فالله * إذا حسبنا ونعم الوكيل وكتب الصالح إليه جوابا قصيدته الطائية التي أولها:
هي البدر، لكن الثريا لها قرط ومن أنجم الجوزاء في نحرها سمط ثم قال بعد وصف السيوف:
ذخرنا سطاها للفرنج، لأنها * بهم دون أهل الأرض أجدر أن تسطو وقد كاتبوا في الصلح، لكن جوابهم * بحضرتنا ما تكتب الخط لا الخط سطور خيول لا تغب ديارهم * لها بالمواضي والقنا الشكل والنقط إذا أرسلت فرعا من النقع فاحما * أثيثا، فأسنان الرماح لها مشط رددنا به ابن الفنش عنا، وانما * يثبته في سرجه الشد والربط فقولوا لنور الدين: ليس لخائف * الجراحات الا الكي في الطب والبط وحسم أصول الداء أولى بعاقل * لبيب إذا استولى على المدنف الخلط فدع عنك ميلا للفرنج وهدنه * بها أبدا يخطى سواهم ولم يخطوا تأمل، فكم شرط شرطت عليهم * قديما، وكم غدر به نقض الشرط وشمر فانا قد أعنا بكل ما * سالت، وجهزنا الجيوش ولن يبطوا وكان المهذب عبد الله بن أسعد الموصلي نزيل حمص قد قصده من الموصل ومدحه بقصيدة أولها:
أما كفاك تلافي في تلافيكما * ولست تنقم الافراط حبيكا ومخلصها:
وفيم تغضب ان قال الوشاة سلا * وأنت تعلم اني لست أسلوكا لا نلت وصلك ان كان الذي زعموا * ولا شفى ظمأي جود ابن رزيكا وذكره الوزير جمال الدين علي بن يوسف القفطي قال: كان فارس المسلمين من أولاد الأرمن الداخلين إلى مصر ولما كبر جعل من الحجرية ثم نقل إلى أن جعل مقدما في السرايا ثم خلع عليه الوزارة خلعة موشحة بعقد جوهر في يوم الخميس الرابع من شهر سنة 549 ونعت بالسيد الآجل الملك الصالح ناصر الأئمة كاشف الغمة.
وهو الذي وقف بركة الحبش على الطالبيين.