فكتب في الجواب ثم ذكر ما حاصله ان الخطاب بصيغة الجمع يتناول الموجودين وتناوله لغيرهم انما هو بدليل خارج كالاجماع وغيره كما قرر في الأصول وصيغة هلموا من هذا القبيل اما هلم فيمكن جعله من قبيل الخطاب العام لأنه يصلح للمذكر والمؤنث والمفرد والمثنى والجمع فقد ذكر في المعاني والبيان انه قد يترك الخطاب من المعين إلى غير المعين قصدا للعموم وإرادة كل من يصلح لذلك وجعلوا منه قوله تعالى ولو ترى إذ وقفوا ونحوه اه وقال السيد نعمة الله الجزائري الوجه ان المقام ظاهرا يقتضي صيغة الجمع بالعدول عنه إلى الأفراد لا بد له من نكتة وعلة مناسبة وليست هي الا إرادة الاستغراق على أن أهل البلاغة ذكروا ان استغراق المفرد أشمل وقال المحقق ملا محسن الكاشي ان حقيقة الإنسان موجودة بوجود فردها وتشمل جميع الأفراد وجدت أم لم توجد واما الفرد الخاص منه فلا يصير فردا خاصا جزئيا منه ما لم يوجد وهذا من لطائف المعاني نطق به الامام ع لمن وفق لفهمه اه.
أشعاره في لؤلؤة البحرين كان شاعرا مجيدا وله شعر كثير متفرق في ظهور كتبه وفي المجاميع وكتابه أزهار الرياض ومراث في الحسين ع جيدة ولقد هممت في صغر سني بجمع أشعاره وترتيبها على حروف المعجم في ديوان مستقل وكتبت كثيرا منها الا انه حالت الأقضية والأقدار بخراب بلادنا البحرين بمجئ الخوارج إليها وترددهم مرارا عليها حتى افتتحوها وجرى ما جرى من الفساد وتفرق أهلها في أقطار كل بلاد اه.
وفي أنوار البدرين قلت قد جمع أشعاره في ديوان مستقل تلميذه السيد علي آل شبانة البحراني بأمره كما ذكره ابنه السيد احمد في كتابه تتمة أمل الآمل فقول شيخنا متفرق الخ ناشئ من عدم اطلاعه عليه ومن جملة أشعاره المذكورة في أزهار الرياض كما في أنوار البدرين قوله:
نفسي بال رسول الله هائمة * وليس إذ همت في هذاك من سرف لا غروهم أنجم العليا بلا جدل * وهم عرانين بيت المجد والشرف بهم غرامي وفيهم فكرتي ولهم * عزيمتي وعليهم في الهوى لهفي فلست عن مدحهم دهري بمشتغل * ولست دهري عن حبي بمنصرف وفيهم لي آمل أؤملها * في الحشر إذ تنشر الأعمال في الصحف وقوله:
خلى النواصب رتبة الايمان * فصلاتهم وزناهم سيان قد جاء ذا في واضح الآثار عن * آل النبي الصفوة الأعيان وقوله أورده الشيخ يوسف البحراني في كشكوله:
الا أيها السارون في طرق الهوى * إلى أرض قدس في أجل مكان أما ترقبوني كي تزول عوائقي * فأشرككم في ذلك الوخدان أهم بأمر الحزم لو أستطيعه * وقد حيل بين العير والنزوان وله مضمنا:
قد كنت في شرخ الشباب بصحة * وبنعمة طابت بها الأكوان الروض أنف بالمكارم والعلى * والحوض من نعمائها ملآن ذهبت ولم أعرف لها أقدارها * والماء يعرف قدره الظمآن وله في مثل ذلك:
قد كنت في روق الصبا ذا نعمة * ما ان لموقعها لدي مكان ذهبت غضارتها فهمت بذكرها * والماء يعرف قدره الظمآن وله:
اني وان لم يطب بين الورى عملي * فلست انفك مهما عشت عن أملي وكيف أقنط عن عفو الاله ولي * وسيلة عنده حب الإمام علي وقد جارى بهذين البيتين كافي الكفاة الصاحب بن عباد فقد ذكر في أزهار الرياض انه ورد على الصاحب اعرابي فوقف على رأسه وأنشد:
منائح الله عندي جاوزت أملي * فليس يبلغها شكري ولا عملي لكن أفضلها عندي وأكملها * محبتي لأمير المؤمنين علي فهش الصاحب لذلك ثم أنشد لنفسه:
يا ذا المعارج ان قصرت في عملي * وغرني من زماني كثرة الأمل وسيلتي احمد وأبتاه وابنته * إليك ثم أمير المؤمنين علي وله أورده الشيخ يوسف البحراني في كشكوله:
يا آسري بالناظر القناص * وله هواي وخالص الاخلاص قد همت فيك فهل ترى لي مخلصا * أين الخلاص ولات حين مناص قل لي أسحر في جفونك حل أم * ضرب من الاعجاز والارهاص راقب إلهك في دمي يا ظالمي * واحذر غداة غد عظيم قصاص وله في كلب علي سلطان أوال ووصفه بالجور والطغيان:
لما تعدوا طورهم * أهل أوال في المعاصي وغدوا يحاكون الكلاب * بلا انتفاع واقتناص ولي عليهم حاكما * كلب الهراش بلا خلاص فرمى نبال وباله * نحو الأداني والأقاصي وله في ذم البحرين لما لقيه آخر عمره من بعض أكابرها:
لقد طوفت في الآفاق طرا * وعاشرت الأعاظم والموالي ونلت المرتجى منها ولكن * أبت نفسي سوى سكنى أوال لقد حرصت على خير قليل * وقد رغبت عن الدرر الغوالي فها هي في الديار كما تراها * تذاد عن المعالي بالعوالي وله في مدح البحرين قديما:
هي البحرين قنطرة المعالي * ومعراج المحاسن والكمال فلا تلحق بها أرضا سواها * فما ماء زلال مثل آل بلغت بها الأماني باجتهاد * وصلت به إلى أوج المعالي ونلت بها المحاسن والمزايا * وغصت على الفرائد واللئالي فنوني في الكمال مبينات * وفقت السابقين من الرجال وله في مدح شرح الهياكل للدواني محمد بن أسعد:
إذا رمت ان تحظى بحل المشاكل * وتحريرها فالزم كتاب الشواكل كتاب جلا الأفكار فوق منصة الظهور * وجلى مبهمات الهياكل ولا غرو فالنحرير ناظم دره * جليل دوان مقدم غير نأكل فتى أسعد أعني الجلال محمدا * جليل المزايا مستطاب الشواكل وله مخمسا: